* بقلم: د. محمد الربابعة
وما تقوم به دولة الاحتلال من ممارسات على الارض ضد الاردن وسياسته من تضييق على القدس وحصار المقدسات.
لكن ما الجديد في السياسة الاسرائيلية التي تسعى دوما الى تصدير ازماتها الى دول الجوار، وما تعيشه دولة الاحتلال منذ فترة من مشاكل داخلية اخرها حل الكنيست والدعوة للانتخابات نتيجة لفشل اليمين واليسار في تشكيل حكومة دفع دهاقنة السياسة الاسرائيلية في التفكير شرقا، بعد ان كان هذا التفكير مرهون بالمتشددين منهم.
التفكير في اعادة بث بذور الفتنة في المملكة الاردنية من خلال العزف على اسطوانة الوطن البديل، وتهجير باقي ابناء فلسطين الى الاردن.
ناهيك عن الحديث عن المواطنة المنقوصة للاردنيين من اصول فلسطينية، ومحاولتها اثارة ابناء المخيمات من لاجئين ومقيمين في الاردن ومطالبتهم بالثورة او القيام باعمال عنف ضد امن واستقرار الاردن...
محاولات دولة الاحتلال استمرت بكل الوسائل التي تمتلكها عندما قامت من خلال عملاء الموساد الذين يظهرهم الاعلام بين الحين والاخر لتسفيه انجازات القيادة الاردنية على الارض لا بالكلام كما هم يفعلون، والاشارة الى ان استعادة الاراضي الاردنية وكانها هبة منهم. اي سخف هذا يا كوهين.
ثالثا- العلاقات التي تربط القيادة الاردنية ممثلة بعميد الاسرة الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والاسرة الهاشمية بالشعب الاردني بمكوناته، علاقة لن تجد مثلها في باقي الدول، وما الزيارات التي يقوم بها جلالته وسمو ولي العهد لكل مناطق المملكة من مخيمات وبوادي وحضر الا دليل على هذه العلاقة والتلاحم والمصير المشترك. والاستماع الى مكونات الشعب وممثليه وحتى مصارحتهم بما يحدث لهو دليل على اللحمة الوطنية ما بين القيادة والشعب.
رابعا- ترتيبات البيت الداخلية التي يقوم بها جلالته من خلال السياسات التي يقوم به على المستوى الداخلي العسكرية والامنية وحتى المدنية لها دلالاتها ونابعة من الفكر الاستراتيجي الذي يتحلى به جلالته، وما الاوامر الملكية الاخيرة الا دليل واضح عليها.
خامسا- الاردن يعي حقيقة علاقته بدولة الاحتلال ويعي تماما سياسات اليسار واليمين الاسرائيلي على حد سواء، فاي عمل ستقوم به تجاه الاردن هناك خيارات كثيرة تمتلكها الدولة والقيادة الاردنية للرد عليها، وما مناورة سيوف الكرامة الاخيرة الا شاهد حقيقي على وعي قيادة الدولة الاردنية. ناهيك عن ان هناك اوراق اقليمية ودولية يمتلكها الاردن، فمن لم يعي هذه الحقائق فهو احمق. فالكرامة ليست ببعيدة من حيث الزمان والمكان وما زال النصب التذكاري شاهدا والاردنيون هم فخورون بالكرامة وايضا باستعادة ارض الباقورة والغمر.
اعود واوكد لكل من يفكر بتصدير الازمة الى الاردن او خلق ازمة حقيقية في الاردن من خلال محاولة اثارة الفتنة وخلق حالة من عدم الاستقرار في الدولة الاردنية، بان القيادة والشعب في الاردن يقفان معا صفا واحدا في مواجهة اي متربص تسول له نفسه المساس بامن وامان الاردن، وما يزيدنا جميعا حرصا واهتماما وعي الشعب لمجريات الاحداث.
واقول لهم ايضا حذاري من اللعب مع الاردن لان الاردن يمتلك اوراق ويستطيع فتح جبهات لا تستطيع اسرائيل ولا اي جهة تدعمها ايقاف النزيف الذي يمكن ان تعانيه ناهيك عن الانتزاف الذي سيربكها ويدخلها في دوامة لن تخرج منها وقد تكون بداية النهاية لوجود هذا الكيان الطارىء الذي يحاول العبث بامن واستقرار دول تحملت اعباء سياسة احتلال منذ عام ١٩٤٨.
حمى الله الاردن قيادة وشعبا من كل ما يحيكه الاعداء وعملائهم من مكائد ومؤامرات.
* دكتور في الفلسفة السياسية