مدار الساعة - كتب : العميد المتقاعد الدكتور هاني محمد المجالي
من غير الخافي على الجميع وخصوصا المثقفين منهم المطامع المعادية لمتربصين بالوطن فرادى وجماعات وكيانات تحاول النهش بالنسيج الوطني وبكينونة الدولة الأردنية من أساسها ولأسباب عدة ، وقد فشلت تلك المحاولات في كل جهودها بفضل الوعي الشعبي وقوة النسيج الوطني والتفاف الشعب حول قيادتهم الهاشمية ، واليوم نشهد هجمة شرسة وعنيفة من جديد تحاول النيل من السلامة الوطنية والتي تعتبر السلاح الأقوى لوطننا والأساس المتين لأمنه ، للأسف فبالإضافة إلى ما تستهدفنا به كيانات أخرى معروفة وظاهرة فقد جندت سلاحا جديدا وفتاكا لنشر العنف السياسي والفوضى بين أبناء الشعب الأردني من قبل بعض أبناءه ومن خلال نشر الإشاعة الهدامة والأخبار الملفقة واغتيال الشخصية واستغلال التسامح ، وقد استغل البعض الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد لابتزاز الدولة من منطلق مصالحي بحث .
لابد من الانتباه إلى سلامتنا الوطنية .وهي ببساطة السلم الأهلي وهي نقيض الحرب الأهلية لا قدر الله ، وتعتبر السلامة الوطنية هي الحاضنة للأمن الوطني والضامن له ، فبمجرد اختلال السلامة الوطنية ينهار الأمن الوطني مباشرة.
والضامن للسلامة الوطني ثلاثة اوجه من خلال المحافظة عليها نصون سلامتنا الوطنية وبالتاي نحافظ على امننا الوطني ، وبمجرد التعرض لاي من تلك الاوجه بسوء منها تنهار السلامة الوطنية ويختل ميزان العيش والاستقرار بأي بلد .واول تلك الاوجه أو الاركان :
• الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي ، وهي ما ينادي بها جلالة سيد البلاد الملك المعظم باستمرار، وقد نبه وحذر في مناسبات عدة من محاولات العبث بالوحدة الوطنية بين جميع مكونات المجتمع الأردني ، ونذكر كم مرة حاولت جهات عدة المساس بالوحدة الوطنية وبمناسبات عديدة ولأسباب مختلفة في ظاهرها مصلحة الوطن وفي الخفاء النيل من هذا الركن المهم من اجل خلخلة السلامة الوطنية والقضاء على الأمن الوطني. ولله الحمد كان المواطن الأردني في كل مرة ولوعيه التام بما يجري يتجاوز تلك المحاولات .
• أما الوجه الثاني للسلامة الوطنية فهو الوحدة الجغرافية ، وهي تماسك الوطن جغرافيا كقطعة واحدة غير مجزأة ، يستطيع من خلالها أي مواطن التنقل من مكان لآخر داخل الوطن بدون أي وثيقة وبدون أي تعقيدات ، فالوطن إقليم واحد ، لأي مواطن حرية التنقل فيه والتملك والعمل دون أي قيود أو تصريح مرور . وقد كانت محاولات سابقة لتجزئة الوطن واقتطاع إقطاعيات لفئات معينة ومنع الآخرين من التواجد بها لاعتبارات إقليمية وفئوية بغيضة ولكن تم تجاوزها وأصبحت تلك الأحداث من الماضي البعيد وقد خرج منها المواطن الأردني بدروس وعبر بفضل وعيه وحكمة القيادة الهاشمية والتفاف الشعب من حولها.
• والوجه الثالث لسلامتنا الوطنية فيتمثل بالحاكمية الرشيدة ، وهي ببساطة خشية الحاكم على شعبه واخلاصه لخدمتهم وتكريس كل إمكاناته لتوفير الحياة الكريمة لكل مواطن منهم وحسب إمكانات الدولة الاقتصادية ويتجاوز ذلك من خلال علاقاته الحميمة مع الدول الصديقة والشقيقة ومن خلال اعتدال السياسة التي شهد لها القاصي والداني، الحاكمية الرشيدة تتجلى من خلال التسامح الذي يقابل بها الحاكم مواطنيه والتجاوز عن الإساءة والخطأ.و تتجلى الحاكمية الرشيدة من خلال سهولة الالتقاء بين الحاكم والمحكوم بدون حاجب أو موانع، ونتيجة ذلك تسود المحبة المتبادلة بين الطرفين وتتجذر الثقة ويترسخ الالتفاف من حوله ، وقد شهدنا وما زلنا نشهد محاولات لمهاجمة هذا الركن من أركان السلامة الوطنية من خلال الإشاعات والأقاويل المغرضة وحملات التشكيك والإقصاء من قبل البعض وقد تكون مقصودة ومفهومة منهم أو عن غير قصد وبكلى الحالتين فهم يشاركون وبجهود حثيثة لهدم هذا الركن .
إن أي مساس بأي من هذه الأركان يمس السلامة الوطنية بأساسها وبالتالي هدمها مما يؤدي دون أي شك إلى هدم الأمن الوطني ، فاحذروا فالأمن الوطني أن هرب من وطن فلن يعود إلا بعودة السلامة الوطنية وهو امر شبه مستحيل والأمثلة من حولنا كثيرة وشاهدة. فالحذر الحذر لمن في قلبه ذرة محبة لهذا البلد .