مدار الساعة - لقمان إسكندر - سألت خبيراً فلسطينياً في الشأن الاسرائيلي عن سر هجوم الإعلام العبري على المملكة هذه الأيام؟ فأجاب ليس الإعلام العبري وحده، بل رؤوس هرم السلطة في كيان الاحتلال، وليس الهجوم على المملكة فقط، بل على قيادتها أولاً، وشعبها أيضاً.
قلت له: وعملية السلام بيننا وبينهم؟ قال: سيتخلصون منها في الوقت المناسب، غير أن وقت تمزيق أوراقها لم يحن بعد.
المختص في الشأن الاسرائيلي سعيد بشارات يرى ما يلي: الباقورة والغمر سبب، ومواقف الأردن من القدس والضفة الغربية باتت عبئاً على الصهاينة، ودخول عرب على خط تل أبيب كان وقوداً في المحرك الإسرائيلي، واحتفاليات الأردن الشعبي بأي انتصار على العدو رفع الكولسترول في الدم اليهودي.
ما انتبه إليه هذا الخبير، أن الدائرة الأكثر قرباً من بنيامين نتنياهو باتت تطبخ العداء للاردن، رأساً وقاعدة.
إن الصراع الأردني الإسرائيلي أكثر سخونة مما يظن الكثيرون، لكنه صراع يدار بصمت. تريد له تل ابيب أن ينضج على نار هادئة، فإذا ما فاز دونالد ترامب في جولته الثانية، وجلس يمين اليمين على عرش الصهاينة؛ نودي الجميع إلى العشاء.
أهذا كل شيء؟ قلتُ، فأجاب: لا. الصدام القادم مسألة وقت، سوى أن الصهاينة يريدون تخيّر وقته هم، عندما يصل الاحتلال إلى نقطة الصفر. موعدنا إذن سيوف من كرامة. تلك سيرة نعيدها كرّة أخرى.
يصلّي يهود اليوم لوقوع شرخ فتنة في المملكة، للولوج بين شقوقها. في صحفهم يدعون "لانتفاضة" فلسطينية في الأردن.
هم يدركون استحالة ذلك، وأن المكون الأردني من أصول فلسطينية يؤمن بأن الأردن هو الأردن، وأن فلسطين هي فلسطين، لكن خطاب يهود هنا غير موجه لهذه الفئة، بل للمكون الرئيسي الآخر. الجملة المخفية تريد أن تقول: "عليكم القلق من أبناء وطنكم".
يهود ليسوا معنيين "بتلك الانتفاضة"، بل بإثارة حفيظة مكون على آخر، لعل الخطة تنجح. اليوم هم يجربون. أما المبرر فسهل المنال.
المفارقة أن الأعمدة التي تثبت المملكة، عميقة، شعبياً وإقليمياً ودولياً. يعلم يهود ذلك تماماً. ويعلمون معه أن كيانهم الطارئ مجرد كبوة تاريخية، في لحظة ضعف، خُبّرنا عنها منذ 1401 عاما. ومنذ 1401 وُعدنا: اننا سنسيء وجوههم ولندخل المسجد كما دخلناه اول مرة ولنهدم ما علو تهديما.