أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

لَكتبنا عدداً من المقالات بعنوان: "السم العلقم لإبليس هو الإستغفار"، وبعنوان: "إعمل عملاً صالحاً ولا تشرك بالله تدخل الجنة"، وبعنوان: "إجتناب الكبائر يدخل الجنة"، وأوضحنا فيها أن الله رحمن رحيم، غفور ودود، تواب لعباده وما خلق الجنة إلا لكل من يقوم بتنفيذ بعض العبادات البسيطة وهي الأعمال الصالحة وعدم الشرك بالله وأن يجتنب كبائر الذنوب. وتأكيداً على ذلك قال تعالى ( مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (النساء: 147)). أي لا حاجة لله أن يجعلكم في الدَّرك الأسفل من النار، إن أنتم أنبتم إلى طاعته، وعملتم بما أمركم به، وتركتم ما نهاكم عنه. لأنه لا يجتلب بعذابكم إلى نفسه نفعًا، ولا يدفع عنها ضُرًّا، وإنما عقوبته لمن عصاه من خلقه، جزاءٌ منه له على جرأته عليه، وعلى مخالفته أمره ونهيه، وكفرانِه شكر نعمه عليه. فإن أنتم شكرتم له على نعمه، وأطعتموه في أمره ونهيه، فلا حاجة به إلى تعذيبكم، بل يشكر لكم ما يكون منكم من طاعةٍ له. وشكره لكم بمجازاتكم على ذلك بما تقصر عنه أمانيكم، ولم تبلغه آمالكم وكان الله شاكراً لكم ولعباده على طاعتهم إياه، بإجزاله لهم الثوابَ عليها.

وتأكيداً على ذلك وتشجيعاً لعباده على إتباع أوامره وإجتناب نواهيه، حتى لو فعلوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وظلموا أنفسهم بتلك الأفعال. فما عليهم فقط إلا أن يذكروه مخافةً منه وإجلالاً لجلاله وأن يستغفروه عمَّا فعلوا من ذنوب لأن الله هو الذي يغفر الذنوب جميعاً لعباده (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر: 53)). وأن لا يصروا على فعلوا من ذنوب وأن يتوبوا إلى الله توبة نصوحة (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران: 135)). فإن فعلوا ذلك سيكون جزاءهم من الله، مغفرة منه وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها (أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (آل عمران: 136)).

بكل أمانة وصدق وصراحة ليس هناك دين في الوجود فيه تشجيعات وتسهيلات في العبادة لأتباعه مثل الدين الإسلامي. ألم يجزي الله عباده السيئة بسيئة واحدة مثلها والحسنة بعشر أمثالها؟ (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (الأنعام: 160)). كما أن الحسنات يذهبن السيئات (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ (هود: 114))، وإن عزم أي إنسان على عمل سيئة ولم يفعلها كتبت له حسنة ... إلخ. فالحمد لله على نعمة الإسلام. فلهذا نحث الناس أجمعين أن يسارعوا إلى مغفرة الله بالإستغفار بكرةً وأصيلاً لأنه قال (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (آل عمران: 133)).

مدار الساعة ـ