الساعة - لم يخفِ سياسيون ونواب أردنيون آمالهم بنتائج على مستوى الحدث من القمة الخليجية السابعة والثلاثين التي تلتئم الثلاثاء في العاصمة البحرينية المنامة بمشاركة قادة الخليج.هي، كما رأى هؤلاء السياسيون والنواب، قمةٌ تأتي في ظروف استثنائيّة تمرّ بالاقليم من استمرار الحالة العراقية والسورية واليمنية والتدخلات الخارجية، ما يعطيها طابعاً مهماً جداً في هذه المرحلة وما تتطلبه من اجتراح مواقف استراتيجية قصيرة المدى لمعالجة ما تمر فيه المنطقة من تهديدات تهدد الأمن القومي الخليجي خاصةً والعربي عامةً ووضع استراتيجيات طويلة المدى لمعالجة كل التبعات المحتملة لهذه الأوضاع عموماً.الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور أمين المشاقبة قال إن الاوضاع الاقليمية هذه هي بحد ذاتها مهددة للأمن القومي العربي خصوصا دول الخليج التي تنزف ماليا وعسكريا.وأشار إلى أن حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط عموماً تأتي من كثرة التدخلات الخارجية للدول الاقليمية ذات الأجندة المذهبية والسياسية والاقتصادية والقوى العظمى التي تريد أن تحافظ على اوضاعها الاستراتيجية ومصالحها الاقتصادية.وقال المشاقبة لـ "الساعة" إن القيادات الخليجية تمتاز بالحكمة والقدرة على وقف هذا النزيف والحريق الممتد والمتشعب وخصوصا في المرحلة الاولى والانتهاء من الحالة اليمنية بحل سياسي يحقق أهداف الدول الخليجية ويحمي أمنها واستقرارها، ولا بدَّ هنا من الضغط من خلال الامكانات والقدرات السياسية والاقتصادية على القوى العظمى والاقليمية لتعديل المسارات وإطفاء الحرائق.وأضاف ان إعادة الروح لموقف خليجي موحد تجاه ما يجري أمر لا مفر منه وخصوصاً أن هذه القمة تأتي قبيل انعقاد القمة العربية في عمان الساعية لتوحيد الصف العربي مقابل الهجمة الخارجية.ورأى أن دول الخليج العربي تتوافر لديها الإرادة في إحياء حالة من التضامن العربي ومعالجة كل الاختلالات القائمة، واستعادة الروح لحالة التضامن العربي والخروج بمواقف ثابتة ومعلنة لدول الخليج العربي تؤسس لإطار أوسع على الساحة العربية.وشدد على أن الوصول بقرارات عملية فاعلة وقابلة للتطبيق واستراتيجية واضحة في التعامل عملياً من الأحداث أصبح أمراً ضرورياً ولازماً لحماية المنطقة من شرور الحاقدين والطامعين فيها، كما أن الحالة تتطلب قرارات جريئة وواضحة وعملية قابلة للتطبيق بالحدود الدنيا للكلف المالية والاقتصادية.وختم المشاقبة حديثه بقوله "ان الامل معقود بالله أولاً وبقيادات دول الخليج العربي لوضع حدٍّ لكل ما يجري حفظاً لأمن واستقرار المنطقة برمتها".أوضاع بالغة التعقيدرئيس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني رائد الخزاعلة قال إن القمة الخليجية تنعقد في وقت بالغ الأهمية، لا سيما في ظل الأجواء المحيطة بالتطورات الإقليمية والعالمية المختلفة، وما أفرزته من تحديات ومخاطر تستوجب سرعة التعاطي معها ومواجهتها وفق منطلق ثابت ورأي واحد.وشدد النائب الخزاعلة في حديث لـ الساعة على ضرورة السعي إلى تبني موقف سياسي ودفاعي وأمني واقتصادي موحد، وبخاصة في ظل الأوضاع البالغة التعقيد التي تمر بها المنطقة.التجديف بالسفينة العربيةعضو مجلس الأعيان ورئيس اتحاد الغرف العربية نائل الكباريتي قال لـ الساعة إن القمة الخليجية وهي تعبر عن الشكل الوحدوي العربي الوحيد في ظل هذه الظروف تعبر عن تطلع المواطن العربي لأن تلعب دوراً مهماً بالدفاع عن البلاد العربية من جهة ورأب الصدع في العلاقات العربية العربية من جهة أخرى.ومن هنا، أضاف الكباريتي، أن دول الخليج قادرة على بناء علاقات استراتيجية بين دول العالم العربي بحيث يمكن لها وهي الوحيدة الآن القادرة على التجديف بالسفينة العربية نحو شاطئ الأمان، وأن تستخدم هذه الاستراتيجية وتبني عليها علاقات اقتصادية أكثر تطوراً وعلاقات سياسية أكثر ادراكاً لمخاطر المرحلة وعلاقات عسكرية تسمح ببناء قوة عربية قادرة على التصدي لمحاولات التدخل في هذه الدولة العربية أو تلك. أملالنائب السابق والأكاديمي الدكتور هايل ودعان الدعجة قال "ما زالت التحالفات الخليجية ممثلة بمجلس التعاون الخليجي والقمم الخليجية تمثل الأمل للأمة العربية في الوحدة والتكاتف بما يجسد آمال وتطلعات الشعوب العربية حيث قدمت دول الخليج وفي ظل ما تمتلكه من إرادة حقيقية تعززها الامكانات المالية والبشرية أروع صورالتعاون بما يعطي صورة واضحة عن ماهية وكيفية وطبيعة التعاون الذي يجب أن تكون عليه الدول العربية".كذلك، أضاف الدعجة، فإن القيادات الخليجية لها حضورها في المنظومة العربية والدولية وهذا من شأنه أن يعطي بارقة أمل بنقل التجربة الخليجية التعاونية على النطاق العربي الاوسع عدا عن ذلك أن هذه الدول الخليجية تتسم بعلاقات إسلامية ودولية من شأنها الإسهام في طرح القضايا العربية والإسلامية ونصرتها.وشدد الدعجة على أن الحفاظ انعقاد القمم الخليجية في مواعيدها وتواريخها يؤشر إلى أن هناك ما يشبه الاستحقاق الثابت نحو ضرورة التلاقي والتعاون حول الملفات والقضايا الخليجية بشكل خاص والعربية والإسلامية بشكل عام وطرحها على بساط البحث.تطلعاتالمحلل الاقتصادي حسام عايش قال إن هذه القمة تأتي في ظروف استثنائية سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الدولي، فالتحديات التي تواجه دول الخليج كثيرة ومتعددة وخطيرة أيضاً، سواء أكانت تتعلق بالمورد الاساسي لدول الخليج وهو النفط أو بالتهديدات الاقليمية وبخاصة من الجانب الايراني الذي يحاول أن يفرض شروطه وإرادته على دول الخليج بأشكال مختلفة، أو على مستوى التغييرات في الإدارة الأميركية ووصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة وهو الذي لم يخفِ بتصريحاته نواياه المبطنة بالعلاقة مع دول الخليج، إضافة إلى أن الوضع العربي العام يفرض نفسه على هذه القمة خاصة وأن العالم العربي يعيش حروباً داخلية وتتربص به دول إقليمية تحاول الانقضاض عليه أو تحاول تفتيت دوله وشعوبه كما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها.وقال إن المواطن الخليجي وهو المعني مباشرة بهذه القمة يتطلع إلى علاقات خليجية خليجية أكثر وحدوية، وهذا يعني أن القمة الخليجية عليها مسؤولية كبيرة في تجسيد تطلعات المواطن الخليجي نحو المواطنة الخليجية الشاملة التي تسمح بالانتقال من المواطنة القُطرية إلى المواطنة الخليجية العامة.
كيف ينظر الأردنيون إلى قمة الخليج في المنامة
مدار الساعة ـ
حجم الخط