مدار الساعة - أكد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز التزام الحكومة بتنفيذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بتعزيز اشراك المواطن وانخراطه في الحياة العامة ومسيرة التنمية، لافتا ألى ان تحقيق هذا الهدف يتطلب وجود قاعدة صلبة على مستوى البلديات.
كما أكد رئيس الوزراء، خلال مشاركته في مؤتمر البلديات الاردنية 2019 المنعقد في البحر الميت تحت شعار "بلديات تقود التنمية المحلية المستدامة "، ان لدينا قطاعا بلديا عريقا حقق قصص نجاح كبيرة، حيث أسس قانون البلديات الذي اقر عام 1954 لعمل متميز واعطى البلديات صلاحيات واسعة واسهم في اشراك المواطنين فيه.
وقال رئيس الوزراء خلال مشاركته في جلسة تناولت دور البلديات في التنمية المحلية بحضور وزير الادارة المحلية المهندس وليد المصري ووزير الاشغال العامة والاسكان المهندس فلاح العموش ورؤساء البلديات في المملكة: إن البلدية كمؤسسة تمثل نموذجا ديمقراطيا، مخاطبا رؤساء البلديات "انتم حكومات على مستوى البلدية لخدمة المواطن، والتعامل مع التنمية والشؤون المحلية وابراز الهوية الثقافية للبلدية".
وأكد الرزاز أن واجب الحكومة ان تكون داعمة للبلديات ومسهلة لعملها، لافتا إلى أهمية الشراكة للبناء على ما تم انجازه والاتجاه نحو ادارة محلية متكاملة على مستوى المحافظة.
واضاف بهذا الصدد، "علينا التشاور حول تجربة اللامركزية، وهي تجربة مهمة فيها انجازات تحققت، ولكنها ايضا تضمنت اخطاء يجب تصحيح مسيرتها"، مبينا انه ولهذه الاسباب تم تحويل مسمى وزارة البلديات إلى وزارة الادارة المحلية للتأكد من تكامل الادوار بين الجهات المختلفة في خدمة المواطن وحتى تكون البلدية اللبنة الاساسية والقاعدة الصلبة في هذه المنظومة.
وأكد رئيس الوزراء اهتمام الحكومة بالاستماع إلى آراء رؤساء البلديات ولاسيما في هذه المرحلة، قبل ارسال مشروع القانون المعدل لقانون اللامركزية إلى مجلس الامة، حتى نتأكد من وجود تكامل حقيقي في الادوار .
وقال الرزاز "نحن في الحكومة نؤيد ان يشترك رؤساء البلديات بشكل مباشر في مجالس المحافظة لان هناك قضايا خدمية وتنموية محلية على مستوى البلدية وهم الاقدر على حلها".
واشار إلى وجود بعض القضايا، المرتبطة بهوية المحافظة والنفايات والآثار البيئية السلبية لبعض الاستثمارات، تتطلب التعامل مع هذه التحديات على مستوى اوسع من اطار البلدية إلى مستوى المحافظة، ونسعى لأن يكون للبلديات صوت مسموع في هذه القضايا وصولا إلى التكامل بين البلديات والمحافظة والمركز.
وأكد أهمية تعاون البلديات مع بنك تنمية المدن والقرى لتكون البلديات ذكية وسباقة في تقديم الخدمات للمواطنين بشكل سريع وتستجيب للاستثمارات وتفتح ابوابها بشكل فعال وشفاف لهذه الاستثمارات، معربا عن أمله بان يكون الجزء الاكبر من الاستثمارات الرأسمالية تركز على تشغيل شبابنا وشاباتنا واطلاق طاقاتهم الإبداعية.
واعرب رئيس الوزراء عن اعتزازه بفرصة اللقاء والحوار التي وفرها المؤتمر، مؤكدا تطلعه إلى لقاءات قادمة مع رؤساء البلديات للتباحث في التحديات والفرص المتوفرة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
وكان وزير الادارة المحلية المهندس وليد المصري اكد، خلال الجلسة، على قصص النجاح التي حققتها العديد من البلديات في مجال التنمية، لافتا إلى أن هناك 10 بلديات على الاقل عملت استثمارات مع القطاع الخاص في اقامة فنادق وفروع انتاجية ومصانع.
وأكد اهمية النظر إلى الاستثمارات حسب الميزة النسبية والتنافسية لكل بلدية.
ولفت إلى أن البلديات لديها جرد لأصولها كاملة، وهي الآن في مرحلة تدقيق شاملة للأصول والموجودات فضلا عن المرصد البلدي الذي يوفر معلومات عن الامكانات البلدية والموارد البشرية وفرص التنمية.
وقال المصري: إن البلديات سباقة في مجال التحول من الاساس النقدي إلى اساس الاستحقاق، وانها حققت في مجال الادارة المالية نهضة كبيرة في معايير تصنيف البلديات الائتماني وتخفيض مديونيتها وتحصيل ايراداتها، مشيرا إلى انه سيتم تعديل معادلة توزيع عوائد المحروقات حسب مؤشرات الاداء وبما يحقق المزيد من الشفافية.
وتحدث في الجلسة عدد من المشاركين والمختصين حول أهمية تعزيز شراكات البلديات مع القطاع الخاص لتقديم خدمات متميزة للمواطنين ورفع سوية البنية التحتية وتوفير فرص عمل للشباب الاردني.
وقدم عدد من رؤساء البلديات جملة من الافكار والمقترحات التي من شأنها الإسهام بالنهوض بالعمل البلدي، وتعزيز قدرة البلديات على استقطاب الاستثمارات التي تعود بالنفع عليها على المواطنين في مجتمعاتهم المحلية.