بقلم: محمد يونس العبادي
محطات كثيرة تجمعنا بالإمارات العربية المتحدة، وتعبر العلاقة بين البلدان عن سيرة عربيةٍ متأصلة في طبائع الوفاء وترجمة المعاني الحقة لمعنى الأشقاء العرب.
والبلدان اليوم، بما يمثلانه من أنموذج في العلاقات عربياً وبالمنطقة، أصبحا من طلائع البلدان التي تنظر إلى المستقبل وتحاولان صياغته إنطلاقاً من إيمانهما بمبادئ مشتركة لها إرث وجذور صلبة أرساها الملك الحسين بن طلال والشيخ زايد آل نهيان (طيب الله ثراهما).
فالأردن والإمارات بلدان يجمعهما من الخصائص إيمانهما بالإنسان وعيشه الكريم وضرورة أن يكون قادراً على العطاء العلمي، بالإضافة إلى أن المستقبل والثروة والدولة والمفاهيم والقيم تسخر لخدمة الإنسان، ولأجل أن يحظى بحياة هانئة.
وهذه النظرة التي تعززت بفضل الحكمة التي هي أبرز سمات البلدين، جعلت من الأردن والإمارات يحققان علاقات باتت اليوم تتجاوز حدود التشاركية إلى الإيمان بأمل المنطقة ومستقبلها، بالرغم مما مرّ وبمر بها من مشاكل عميقة، فالتحولات التي شهدناها في الأعوام الأخيرة، لم تثني البلدين عن المواصلة في سبيل مبادئهما.
وفي هذا المقام نستذكر حديث جلالة الملك عبدالله الثاني خلال التمرين العسكري المشترك (الثوابت القوية) أواخر حزيران الماضي في القوات الأردنية والإماراتية المشاركة، بقول جلالته كان أملي منذ سنين أن نرى القوات الأردنية والإماراتية مع بعض كتف بكتف، وهذا ما تحقق.
كما أن كلمات جلالة الملك لخصت العلاقة المتينة بين البلدين، بقول جلالته وأي أحد يريد أن يتحدانا أنا وأخوي الشيخ محمد بن زايد معكم إلى الأبد.
فهذه الكلمات، اختزلت ما يجمع البلدين من رؤىً نراها دوماً في يبذله الأشقاء لأجل الأردن، على الدوام، والتي كان آخرها المنحة الإماراتية للأردن بقيمة 300 مليون دولار.
وهذه المنحة، التي جاءت بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني وتجسدت بفضل العلاقة بين جلالة الملك وسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والمباحثات واللقاءات الموصولة مع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جاءت بوقتٍ دقيقٍ وبسخاء معتاد لتسهم في رفد الخزينة والتخفيف عنها.
وأهمية هذه المنحة تتأتى في أنها تخصص لدعم المعالجات الطبية للمواطنين من غير المشمولين بالتأمين الصحي والمصابين بأمراض مزمنة والمستفيدين من صندوق المعونة الوطنية من الأسر الفقيرة.
ومما يذكر في هذا المقام الدعم الإماراتي الموصول للإبداع الأردني حيث دعمت الإمارات لتمنح كقروض ميسرة لرواد الأعمال من خلال مؤسسة ولي العهد، خاصة وأن المؤسسة باتت ذراعاً شبابية قادرة على توفير حواضن للإبداع الأردني في ضوء توجهات الشباب نحو التعليم التقني والمهارات والابتكار والريادة.
إنّ ما يشهده البلدان من تنمية تتعزز بفضل قيادتيهما، وما يقدمانه في سبيل بناء الإنسان، والعلاقات الجامعة بينهما على الصُعد كافة، هي أنموذج العلاقات العصرية في منطقتنا، وهي التعبير الأمثل عن التشاركية لأجل الإنسان وحياته.
فالأردن والإمارات إرث وحاضر ومستقبل، وكتفاً بكتف..