مدار الساعة - أَكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم أن عبء اللجوء مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي لا يجوز أن تتحملها الدول المستضيفة وحدها وشدد على ضرورة العمل الجماعي لتلبية احتياجات اللاجئين وتوفير العيش الكريم لهم.
وقال الصفدي في كلمة رئيسة في افتتاح جلسة عقدت في المنتدى العالمي للاجئين في جنيف تحت عنوان ترتيبات تقاسم الاعباء والمسؤوليات "إن حل أزمات اللاجئين يكمن في إنهاء الأزمات والحروب التي شردتهم وبالتالي تحقيق ظروف العودة الطوعية الآمنة للاجئين."
وزاد الصفدي أنه إلى حين نضوج ظروف عودة اللاجئين إلى وطنهم، يجب أن يعمل المجتمع الدولي معاً لتلبية احتياجاتهم.
وقال "اللجوء أزمة دولية لا يمكن مواجهتها إلا بجهد دولي. لا يمكن أن يكون تقاسم المسؤولية شعاراً فقط. يجب أن يترجم أفعالاً ملموسة توفر الامكانات اللازمة لتلبية احتياجاتهم"، لافتا أن هذه الاحتياجات تجاوزت المساعدات الطارئة وأصبحت تتطلب برامج مستدامة طويلة المدى.
وأضاف " هذا عبء لا يجوز أن تتحمله الدول المستضيفة وحدها" ويجب أن تستمر الدول المانحة بإسنادها في جهودها توفير خدمات التعليم والرعاية الصحية وغيرها للاجئين.
وقال الصفدي "المملكة الأردنية الهاشمية هي أكبر مستضيف للاجئين نسبة لعدد السكان. نستضيف ١٣٪ من اللاجئين في العالم. مواطنون من ٥٧ دولة لجؤوا للمملكة. ورغم التحديات ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة يعتز الأردنيون بأننا نفعل كل ما نستطيع لخدمتهم. فتلك هي قيم الأردنيين وتقاليدهم وسجلهم إزاء من يلجأ إلى الأردن."
وشدد الصفدي على أن الإستثمار في اللاجئين وتلبية احتياجاتهم وتوفير العيش الكريم لهم هو استثمار في الأمن الدولي المشترك. "فإذا احتضنا اللاجئين ووفرنا لهم فرص العيش بكرامة، هيأنا للأطفال المدارس والملاعب وللمرضى العلاج وللمحتاجين قوت أبنائهم وزودناهم الأمل سيسهم اللاجؤون في المجتمعات المضيفة لهم وفي اعادة بناء أوطانهم حين يعودون إليها."
وحذر من أنه إذا تخلى المجتمع الدولي عن اللاجئين وتركهم عرضة لليأس والحاجة والجهل فإن المستقبل سيكون أسوأ للاجئين وللمجتمع الدولي برمته.
وقال "الجهل واليأس والحرمان يوفرون بيئة مؤاتية لنمو التطرّف والعلم والأمل والكرامة أفضل حصانة ضده."
وقال الصفدي إن الظلم الذي يتعرض له اللاجؤون الفلسطينيون هو تذكار بلاإنسانية الاحتلال وبشاعته. وشدد أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي من قضايا الوضع النهائي تحسم وفق قرارات الشرعية الدولية وبما يضمن الحق في العودة والتعويض وفي سياق حل شامل ينهي الاحتلال الذي بدأ في العام ١٩٦٧.
وزاد الصفدي أنه إلى حين انتهاء الاحتلال والتوصل للحل الشامل، يجب أن يستمر المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته إزاء أكثر من خمسة ملايين لاجئ.
وقال إن التصويت بأغلبية ساحقة لتجديد ولاية الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين (الأنروا) هذا الشهر كان تعبيرا واضحا عن دعم الوكالة.
وقال "كان هذا تصويتا لصالح العدالة ولصالح حق اللاجئين العيش بكرامة وحق اكثر من ٥٦٠ ألف طفل وطفلة في التعليم."
وشكر الصفدي الدول ال ١٦٩ التي صوتت لصالح تجديد ولاية الأنروا واكد أهمية توفير التمويل اللازم لسد العجز في موازنة الوكالة هذا العام وتأمينها ما تحتاج من تمويل للعام القادم "حتى لا يبقى الأطفال الفلسطينيون يعانون قلق التأكد من وجود مدارس يذهبون إليها."
وقال الصفدي إن اللاجئين السوريين ضحايا حرب شرسة سببت دمارا ومعاناة لا يجب أن تتحملهما دولة أو شعب.
وشدد الصفدي "هذه أزمة يجب أن تنتهي عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا ويعيد لها أمنها واستقرارها ويهيئ ظروف العودة الطوعية للاجئين."
وأشار الصفدي إلى أن الأردن يستضيف مليون وثلاثمائة ألف شقيق سوري يعيش عشرة بالمئه منهم فقط في المخيمات بينما يتواجد البقية في كل مدن وقرى وبلدات المملكة ويحتضنهم الأردنيون أشقاء أعزاء وضيوفاً كرام.
وقال الصفدي إن الأردن يوفر خدمات التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل للاجئين السوريين رغم التحديات الاقتصادية الصعبة ومع ذلك لم يتجاوز تمويل خطط الاستجابة للأزمة واحد وعشرين بالمئة.
وقال " هذا واقع يجب تصحيحه. التزامات تمويل برامج مساعدة اللجوء يجب أن تنفذ وبرامج إعادة توطين اللاجئين في دول ثالثة يجب ان تتوسع لا أن تتقلص."
وشكر الصفدي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والحكومة السويسرية على استضافة المؤتمر الذي نظمته ألمانيا وتركيا وكوستاريكا وإثيوبيا والباكستان وحضره الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس وروؤساء وزراء ووزراء خارجية وممثلون عن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وجميع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة بالشؤون الإنسانية وممثلون عن المنظمات الإقليمية والقطاع الخاص المساهم في ميزانية المفوضية.
كما شكر الصفدي الدول المانحة على ما تقدمه من دعم لمساعدة المملكة على تحمل عبء اللجوء والمنظمات الأممية على شراكتها مع الأردن في مواجهة الأزمة.
وقال إن رسالة المؤتمر الذي انعقد لبحث تطبيق الميثاق الدولي حول اللاجئين وتأكيد المسؤولية الدولية المشتركة إزاء أزمات اللجوء هي أن المجتمع الدولي لن يتخلى عن اللاجئين ولن يترك الدول المستضيفة وحدها في مواجهة تبعاتها."
وقال " لنجعل من مبدأ الشراكة الدولية في تحمل أعباء اللجوء حقيقة. لنعمل معاً بفاعلية وعبر منهجية مستدامة للحؤول دون المزيد من المعاناة للاجئين الذين هم بالأساس ضحايا. "
إلى ذلك شارك الصفدي على هامش المؤتمر باللقاء التنسيقي غير الرسمي مع وزير الخارجية العراقي الدكتور محمد علي الحكيم والتركي مولود تشاويش أوغلو واللبناني جبران باسيل لتنسيق المواقف إزاء أزمة اللجوء وبحث التنظيم المشترك للمؤتمر حول سبل التعامل مع الأزمة ومعالجة تبعاتها على الدول المستضيفة.
والتقى الصفدي وزيرة خارجية السويد آن ليندي في اجتماع ركز على الخطوات المشتركة لدعم الأنروا في اطار الشراكة بين البلدين في جهود دعم الوكالة.
وبحث الصفدي وليندي العلاقات الثنائية والمستجدات الاقليمية.
كما التقى وزير الخارجية نظيره السويسري وبحث معه تطوير التعاون والتطورات في المنطقة.
وبحث الصفدي مع المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون التطورات في جهود حل الأزمة السورية.
والتقى المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي لبحث التعاون بين الأردن والمفوضية في مواجهة تبعات أزمة اللجوء السوري.