مدار الساعة - لقمان إسكندر - هل تستدير اليوم سياسات الدولة نحو الناس بعد أن أدارت ظهرها لهم سنين طويلة؟ هل صار لتلك السياسات أخيرا قلب نابض بالشارع؟ ربما وقع الوحش أخيرا في غرام الجميلة. من يدري!
الكثير مما لم يقله رئيس الوزراء وطاقمه تكاد تسمعه من دون أن تتحدث به ألسنتهم. "هناك متغيرات مبشّرة". هي تصريحات لمسؤولين يدعمها على الأرض سلسلة من الإجراءات بدأت منذ نحو الشهر، في خلاصة تفهم منها انهم تخلوا أخيرا عن سياساتهم الاقتصادية المتوحشة، بأخرى أكثر رحمة. ربما صار الوحش ذا قلب.
يبدو أن مطبخ القرار اعتمد مؤخرا قرارات ذات نبض يريد من المواطن التقاطها، على أن الناس يراقبون هذه القرارات بحذر، خشية أن تكون مجرد "علاقات عامة"، أو سياسات الإبرة التي تعمل على تنفيس بالون انتفخ حتى آخره.
اليوم يجهد الرئيس، ويجهد معه أصحابه على "قول" كل شيء يشي أنهم تابوا عن سياساتهم المتوحشة، وأن الأردن عاد كما كان في سياساته؛ يغلب عليها خلط الاجتماعي بالاقتصادي.
كأن ما يجري محاولة رسمية لإعادة انتاج الطبقة الوسطى من جديد؟ أو لكأن وحوشا من دون قلب قادوا سياسات الدولة الاقتصادية لسنوات، جرى تنحيتهم لصالح قرار أمني، يقول إن على الناس أن تأخذ قسطا من الراحة. أو ربما ما يجري مجرد إعادة انتشار للقرار الاقتصادي. من يدري؟
قليل من حافظي أسرار الدولة هم فقط على علم بحقيقة المتغيرات التي تحرثها سياسات باتت رحيمة لرسمي عرفناه متوحشا منذ عقود. لعله قلبه نبض أخيرا. من يدري!
