مدار الساعة - ثمة حِكَمٌ وأمثال شعبية كثيرة تشكر المصائب لأنها، أحيانا، تشقّ الطريق للنجاحات الباهرة. ربما لا تَصْدُقُ هذه الأمثلة مثلما تصدُقُ على الشخصية الكرتونية ميكي ماوس.
كانت استوديوهات ديزني، الناشئة وقتها، في شراكة مع شركة أكبر هي "يونيفرسال"، وبسبب قلة خبرة والت في شؤون الإدارة وعالم البيزنس، فقد استحوذت "يونيفرسال" على حقوق الأرنب أوزوالد، كما استولت على العاملين في استوديوهات ديزني.
هكذا فتح الأرنب المحظوظ باب التعاسة على مُبْتَكِرِهِ والت ديزني، الذي وجد نفسه وحيدا مع شقيقه روي وفناني الرسم والتحريك "يو بي إيوركس" و"ليس كلارك" و"ولفريد جاكسون"، رفاق الدرب المخلصين، الذين أصروا على البقاء معه تاركين استوديوهات يونيفرسال. عادوا جميعا إلى هوليود ليبدأوا من الصفر مرة أخرى. كان والت مدركا أنه لا بد من ابتكار شخصية أخرى تحقق النجاح الذي حققه الأرنب أوزوالد.
تقول رواية أخرى إن والت طلب من صديقه إيوركس أن يبتكر بعض الشخصيات الكرتونية، فرسم قطة وكلبا وبقرة وحصانا وضفدعا، لكنها لم تَنَلْ قبول استوديوهات ديزني وقتها، لكنها استُخدِمت بعد ذلك كشخصيات ثانوية مع ميكي ماوس لاحقا. وفق هذه الرواية استلهِم إيوركس تصميم ميكي ماوس من فأر أليف عاش في مكتب سابق، كان والت يعمل فيه قبل تأسيس شركته مع أخيه.
بلغ نجاحه أن أصبح الشعار الرسمي لشركة ديزني. وحين سُئل والت في لقاء تليفزيوني عن الشخصية الكرتونية الأقرب إلى قلبه من بين الشخصيات التي ابتكرها، أجاب بلا تردد: "ميكي ماوس بأذنيه السوداوين الكبيرتين". ظل والت يشعر أن هذا الفأر هو منبع نجاحه، ربما نتفهم ذلك أكثر بعد تجربته مع الأرنب أوزوالد.