أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

من قمة عمان إلى الرياض 2018.. عام من الفوضى الصاخبة المتوقعة على 3 جبهات‎

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,الملك عبد الله الثاني,ولي العهد,رئيس الوزراء,المملكة العربية السعودية,الأمير محمد بن سلمان,الجامعة العربية,البحر الميت,حزب الله,بنيامين نتنياهو
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة- مجموعة ملاحظات أساسية يبدو أنها صارت جزءاً من ترتيبات استضافة القمم العربية، في أعقاب التجربة الأردنية في استضافة القمة الـ 28، التي اتفقت معظم وجهات النظر العربية “الرسمية” على وصفها بـ”الناجحة” في جمع قيادات بينها من الخلافات العميقة في المحتوى والتفاصيل، لكن بما لا يعيق الحرص على شكليات وطقوس اللقاء تحت مؤسسة الجامعة العربية، التي تحذر أمانتها العامة من أنها مهددة بالموت لجفاف الموارد المالية.

والملاحظة الأولى التي لا يمكن أن تكون غابت عن بال وزير خارجية المملكة العربية السعودية، عادل الجبير، وهو يعلن يوم الأربعاء الماضي عن استضافة القمة الـ 29، هي أن ظروف قمة الرياض العام القادم ستكون أكثر تعقيداً من الذي واجهته قمة عمان.. ففي مثل هذا الوقت من العام القادم، ستكون استحقت ترتيبات على الملفات الثلاث الرئيسية، الإرهاب وفلسطين ومواجهة إيران، من نوع الترتيبات والفرز الواضح الذي يصعب معه تكرار الذي حصل في قمة البحر الميت.

تجنب الخلاف

كلمة السرّ في نجاح قمة عمان، قياساً بالمناسبات السابقة التي تفجرت قبل أو أثناء انعقادها، هي أن الدبلوماسية الأردنية اختارت أن يلتزم البرنامج والبيان الختامي بالقضايا والعناوين التي لا خلاف عليها.

أما “التفاصيل التي تكمن فيها الشياطين”، فقد جرى تركها لكل من الزعماء العرب الذين التقوا، أو سيلتقون تباعاً، ابتداء من هذا الأسبوع، بالرئيس دونالد ترامب والإدارة الأمريكية الجديدة ليستمعوا منها إلى استحقاقات جديدة، يعرف الجميع تمام المعرفة أنها أصعب من أن تتحمل القمة العربية الماضية بحثها علنًا وانتظار موقف بشأنها يتضمنه البيان الختامي.

تسلسل القمم العربية الأمريكية

تسلسل لقاءات القمم بين ترامب والدول العربية خلال الشهرين اللذين أعقبا تنصيبه الدستوري، كان كالتالي: الملك عبد الله الثاني في لقاء بروتوكولي سريع، ثم ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي خاض مع الإدارة الأمريكية الجديدة تجربة تفاوضية وصفها هو نفسه بأنها أعادت تركيب وتشغيل العلاقات الثنائية، ووضعتها على المسار الصحيح الذي كان اختلّ لسنوات طويلة.

أعقب ذلك لقاء ترامب برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وبعد القمة ستتابع اللقاءات مع ترامب بدءاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الإثنين القادم، ثم الملك عبد الله الثاني رئيس مؤسسة القمة العربية، ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

“بلومبيرغ”.. وبيان مستشار الأمير

في السابع عشر من الشهر الماضي، نشرت وكالة “بلومبيرغ” الاقتصادية الأمريكية الرصينة، بياناً قالت إنه صدر من مستشار رئيسي لولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفيه عرض لتفاصيل ما جرى في قمة الأمير محمد بن سلمان وترامب من قضايا ثنائية وإقليمية، لا بدّ أن الزعماء العرب المتوافدين تباعاً على واشنطن قد تابعوها كما عرضها البيان ،الذي قالت بلومبيرغ إنها اطلعت على نسخة منه، وإن كانت الصحف الأمريكية والعربية لم تعرض له بما يحتاجه من تمعّن، كونه يتضمن إشارات تشكل بالضرورة جزءاً أساسياً من المشهد الإقليمي الصاخب خلال الأشهر القادمة.

ويشير البيان، إلى مجموعة من العناصر المتشابكة التي تتشكل منها الملفات الثلاث الرئيسية المفتوحة الآن على اتساع متسارع، وهي الإرهاب والتمدد الإيراني والحل الفلسطيني.

الملف الإيراني

وصف البيان ما بين السعودية وإدارة ترامب، بخصوص “مخاطر التوسع الإيراني في المنطقة:، بأنه “شراكة وتماثل في وجهات النظر”، فكلاهما، واشنطن والرياض، يريان أن “إيران تحاول أن تحصل على الشرعية التي تفتقدها في العالم الإسلامي من خلال دعم المنظمات الإرهابية بهدف الوصول إلى مكة قِبلة المسلمين”.

ويضيف البيان، أن وجهات النظر كانت متطابقة في أن “ايران تدعم التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله والقاعدة وداعش وتنظيمات أخرى. كما أن ايران تعمل أيضاً على عرقلة أي ترتيبات لحل القضية الفلسطينية، كشكل من أشكال تصدير إيران لمشكلتها الداخلية الى الخارج، وكأسلوب إضافي تحاول فيه الحصول على الشرعية التي تفتقدها بين المسلمين”.

هزيمة داعش.. وحرب طويلة على الإرهاب

بيان الأمير محمد بن سلمان، توسع في عرض مفهوم وآليات الإرهاب، الذي التزمت إدارة الرئيس ترامب بأن تجعله معركة أولى سريعة، تعقبها حرب طويلة الآمد.

وقال البيان، إن الجانبين (الأمريكي والسعودي)، اتفقا على أن “حملات التجييش والتحشيد التي تقوم بها منظمات إرهابية بين المواطنين السعوديين، ليست سوى محاولات لإضفاء الشرعية المفقودة على تلك التنظيمات. فالمملكة كما جاء في البيان، يُنظر لها في العالم كدولة قائدة، مهبط التنزيل الشريف، أرض الحرمين الشريفين وقبلة كل المسلمين، وهي عناصر في مجملها تمثل شرعية ليس لها ما يُدانيها”.

الإخوان المسلمين والقاعدة

وأضاف البيان، أن التنظيمات الإرهابية ترمي إلى “الإضرار بعلاقات السعودية مع الولايات المتحدة، تحديداً، ومع العالم، عموماً. فتلك المحاولات الإرهابية، تشمل ما قاله زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الذي وصفه نائبه أيمن الظواهري بأنه كان أيضاً عضواً في تنظيم الإخوان المسلمين، كما كان الظواهري نفسه.

ويكشف البيان عن معلومة أمنية جديدة، كان أشار فيها الظواهري إلى أن بن لادن، أجلّ الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة أكثر من مرة بانتظار أن يجمع أكبر عدد ممكن من السعوديين للمشاركة في تلك الهجمات، وذلك من أجل الإضرار بالعلاقات بين البلدين.

يشار في هذا الخصوص، إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (اف بي آي)، اختار التوقيت الحالي لينشر يوم أمس الجمعة صوراً جديدة لم يسبق لها أن نشرت، عن فداحة الآثار التي أحدثتها العملية الإرهابية في 11 سبتمبر.

ويأتي توقيت نشر هذه الصور في الوقت الذي يجهز الكونغرس مشروع عقوبات جديدة على إيران، التي تكرر الإدارة الأمريكية وصفها بأنها دولة أولى راعية للإرهاب، كما يكرر بيان مجلس التعاون الخليجي الذي صدر يوم أمس الإشارة الى أوجه تدخلها المرفوض في المنطقة.

البيان كشف أيضاً عن معلومة استخبارية جديدة، مفادها أن قرار إدارة ترامب بحظر دخول مواطني دول عربية وإسلامية جاء على خلفية معلومات عن “مؤامرة ضد الولايات المتحدة كان يجري رسمها في السر داخل الدول التي جرى منع دخول مواطنيها للولايات المتحدة، وأن المؤامرة كانت تتم بين مجاميع إرهابية تعمل على ما تعتقد أنه ثغرات ضعف أمني في الولايات المتحدة يراد اختراقها”.

جدران أمنية

وفي سياقات الحرب على الإرهاب، ومنه السعي لتحجيم التمدد الإيراني، وهي التي بحثتها الإدارة الأمريكية مع رئيس الوزراء العراقي والتزمت فيها بمرابطة عسكرية أمريكية طويلة الآمد، وكذلك سيبحثها ترامب مع الزعماء العرب الذين سيلتقيهم خلال الأيام القادمة، فقد تضمن بيان الأمير بن سلمان (عن اجتماعه مع ترامب) نقطتين ملفتتين:

الأولى وهي “حجم المخاطر التي تشكلها الصفقة النووية الإيرانية على المنطقة، وكيف أن هذه الصفقة يمكن أن تفتح باباً خطراً ومستمراً لسباق التسلح في الشرق الأوسط.

والثانية المتصلة بكون الساحتين العراقية واليمنية تشكّلان حاضنات متحركة للإرهاب والتنظيمات الإرهابية. وفي ذلك أشار بيان ولي ولي العهد السعودي، إلى نجاح تجربة الجدار الأمني، الذي بنته المملكة على حدودها الشمالية مع العراق، وإلى أنه كان يفترض أن يتمّ في وقت مبكر إقامة سياج أو جدار مماثل على الحدود الجنوبية للمملكة مع اليمن.

حرب واحدة على 3 جبهات

لقد نجحت قمة عمان في أن لا تعرض لمثل هذه التفاصيل الخلافية المستحقة، وتركت لزعماء الدول العربية فرادى أن يناقشوها مع الإدارة الأمريكية. فإدارة ترامب التي لم تعلن حتى الآن عن ما يمسى “بيان ترامب بشأن الشرق الأوسط” على غرار ما فعله رؤساء أمريكيون سابقون، التزمت بمجموعة ضوابط مرجعية في القضايا الرئيسية الثلاث (الإرهاب وإيران وفلسطين)، تريد فيها أن تخوض حرباً واحدة وليس عدة حروب في نفس الوقت.

ففي غير مناسبة ومع أكثر من قيادة سياسية شرق أوسطية (بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)، تحدثت واشنطن عن منظومة إقليمية جديدة في الشرق الأوسط تتولى في نفس الوقت معالجة القضية الفلسطينية ومواجهة المد الإيراني في سوريا والعراق واليمن، كما تتولى محاربة الإرهاب على مدى السنوات القادمة، بأدوات عسكرية تشارك فيها القوات الأمريكية المتزايد عددها، وكذلك حلف الأطلسي، إضافة إلى قوات من هذه المنظومة الإقليمية تتولى تقليص أو إزالة النفوذ الإيراني من اليمن، وتحجيمه في العراق، ومعالجته في سوريا بالمناطق الآمنة بعد هزيمة داعش، فضلاً عن البرامج الثقافية والإعلامية التي يراد لها أن تحارب الإرهاب في جذوره وتجلياته الفكرية والنفسية.

وفي ضوء ما ينتظر أن يسمعه الزعماء العرب من الرئيس الأمريكي، وهو ما سمعه وعرضه ولي ولي العهد السعودي في البيان الذي انفردت به “بلومبيرغ”، فإنه من الواضح أن الأشهر القادمة ستشهد في الشرق الأوسط ما وصفته مجلة “فورين أفيرز” بأنه فوضى تقاطع الأجندات الدولية والإقليمية.

توصية “عون”

شيء مؤكد، رغم أنه عرضي شكلي وطريف، ستراعيه القمة العربية القادمة التاسعة والعشرون، وهو أن الطريق من مدخل قصر المؤتمرات إلى قاعة الاستقبال والاجتماع لن يكون فيها درج وعتبات. هي توصية من الرئيس اللبناني ميشال عون قالها بتعابير لبنانية حميمة، عندما تعثر في طريقه إلى قاعة الاجتماع بمؤتمر البحر الميت.. بعض الزعماء العرب الذين لم يكونوا موجودين لحظة تعثر الجنرال ووقوعه، شاهدوا اللقطة لاحقًا واستمعوا للتسجيل، وقيل إن بعضهم لم يفهم التعابير اللبنانية الحميمة التي جاءت في التسجيل. سألوا مرافقيهم عن تفسيرها بلهجاتهم المحلية، وضحكوا كثيراً من قلوبهم، مؤيدين بشدة أن لا تكون هناك عتبات ودرج في قاعات القمم القادمة."آرم"

مدار الساعة ـ