أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

اللعب بـ «التجنيس» ظاهرة نشرت الفوضى عالميا

مدار الساعة,أخبار رياضية,كأس العالم,المنتخب الوطني
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - لم يعد «التجنيس في الملاعب الرياضية» مجرد ظاهرة محدودة تقتصر على بعض اللاعبين المميزين في كرة القدم، بل امتدت إلى الألعاب الأخرى، حتى أضحى «اللعب بالتجنيس» وسيلة وحيلة للفوز بالبطولات.

هي ظاهرة تعتمد على مبدأ «اللعب لمن يدفع أكثر»، الأمر الذي منح بعض الدول فرصة الاستعانة بفرق كاملة لتمثيل منتخباتها في المحافل الدولية والعالمية، مبررة ذلك بأن «اللعب بالتجنيس» شراكة بين اللاعب ومن يمثله، فهو يحقق طموحاته بالتواجد الدولي والحياة الأفضل، بعيداً عن منتخب وطنه الأصلي، فيما يرى من يستعين به أن التاريخ لن يتوقف كثيراً عند الأسماء، بل سيذكر صاحب اللقب فقط.

«البيان الرياضي» سعى في هذا الملف إلى استكشاف جذور هذه الظاهرة وتأثيرها على المنافسات في مختلف اللعبات والبطولات، لا سيما في كرة القدم بوصفها اللعبة الشعبية الأولى.

نموذج صوفي يمثل الوجه السلبي للتجنيس الرياضي، والذي واجهته المنظمات الدولية بسن قوانين كالتي حددها الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، حيث اشترطت لوائح «الفيفا» في المادة (7) نحو 4 بنود تقيد مشاركة اللاعب المجنس، ونصت على أن «أي لاعب بالإشارة للمادة 5 الفقرة 1، ولم يسبق له أن شارك في أي مباراة دولية، وبالإشارة للمادة 5 الفقرة 2 من اللائحة، يحق له اللعب لمنتخب وطني آخر فقط، إذا استوفى واحداً من الشروط، وهي أن يكون ولد في الدولة التي يتبع لها الاتحاد الوطني، أو أن تكون أمه البيولوجية، أو والده البيولوجي ولد في الدولة التي يتبع لها الاتحاد الوطني، ويتعلق ثالث تلك الشروط بمولد جدته أو جده في الدولة التابع لها الاتحاد الوطني، وأخيراً أن يكون قد عاش لفترة متواصلة في الدولة التي ينتمي لها الاتحاد الوطني المعني، لما لا يقل عن 5 سنوات، وذلك بعد بلوغه سن 18 عاماً».

ولا يتوقف «الفيفا» عند هذه اللوائح، حيث ظل يُراجعها بين الحين والآخر لسد الثغرات الناجمة عن تحايل البعض، فيتم التعديل عليها.

كما لعب سابقاً كل من البرازيليين فابيو سيزار وماراكوني أمارال، والأوروغواني سيباستيان سوريا، وقبلهم جميعاً محمود صوفي، وتكررت تجربة كرة القدم مع منتخب اليد القطري في بطولة كأس العالم لكرة اليد بقطر عام 2015، وعلى عكس التجربة القطرية في التجنيس المفتوح في جميع الألعاب، توجد قيود صارمة في بعض دول الخليج برغم توفر الأسباب القانونية التي تتيح لهذه الدول منح الجنسية لبعض اللاعبين المحترفين لسنوات طويلة تتوافق مع الفترة الزمنية التي حددها «الفيفا»، واختارت كل من السعودية والإمارات منهجاً مختلفاً في الاستفادة من المواهب الموجودة في بلديهما، حيث تمت الموافقة على منح اللاعبين المقيمين في البلدين فرصة المشاركة في المسابقات الرسمية في جميع الألعاب كلاعبين مقيمين.

وفي الوطن العربي.. لعبت الصدفة دورها في أن يكون الحارس اليوناني براسكوس أول مجنس لمنتخب عربي، حيث لعب لمصر وشارك معها في أول نسخة لبطولة أمم أفريقيا 1957 في السودان وأحرز معها اللقب، كما شارك في النسخة الثانية بمصر 59، ولم يكن تجنيس براسكوس في منتخب مصر على سبيل التخطيط في ذلك الوقت، لكنه جاء بالصدفة عندما تواجد في مدينة الإسماعيلية، مما أتاح له الفرصة لممارسة كرة القدم في مصر وأعجبه الوضع ليبقى سنوات عدة قبل أن يعود لبلاده، لتكون هذه الواقعة من أوائل حالات التجنيس العربي.

وأوضح وديع الجريء أن بلاده تحترم القوانين وتحترم حق الشخص في التمتع بالجنسية متى ما توفرت فيه الشروط، ولا توجد فكرة تعارض ضم اللاعبين الأجانب وتجنيسهم في حال اندماجهم في المجتمع وقضاء السنوات المقررة حسب القانون كما حدث في عام 2004 بالنسبة للاعبين البرازيليين دو سانتوس وكلايتون، اللذين تم تجنيسهما وفقاً للقانون بعيداً عن أي استثناءات.

وامتدح الجريء تجربة الثنائي سانتوس وكلايتون، وقال إنها المرة الأولى التي تخوض فيها تونس في تجنيس لاعبين أجانب، وكان القرار صائباً لكون اللاعبَين قضيا سنوات طويلة في الدوري التونسي واستوفيا شروط الجنسية بعد ذلك، وكانا إضافة حقيقية للمنتخب الوطني، حيث أسهما في الفوز معه بلقب بطولة أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ تونس الكروي.

وأبدى رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم ترحيبه بتكرار تجربة سانتوس وكلايتون متى ما توفرت نفس الظروف للاعبين آخرين، تأكيداً على مبدأ عدم الممانعة في التجنيس كحال جميع بلدان العالم التي تلتزم بتنفيذ القوانين بدقة وليس على سبيل الاستثناءات.

وقال إن تونس استفادت كثيراً من لاعبيها المهاجرين مع عائلاتهم في أوروبا أو الذين ولدوا من آباء تونسيين أو أمهات تونسيات، وهؤلاء لا يمكن تصنيفهم بالمجنسين، لكونهم يملكون حقوق المواطنة.

وقال الرئيس الجديد للاتحاد الصيني لكرة القدم تشين تشويان، حسبما أشارت صحف محلية: «نريد الذهاب إلى مونديال 2022 وسيساعدنا اللاعبون المجنسون في مسعانا لتحقيق أهداف قصيرة المدى مع المنتخب الوطني».

وللسياسة دور كبير في التجنيس نتيجة للفقر وعدم توفر الظروف الملائمة في البلد الأصلي للاعب، فتحدث الهجرة، وهناك أيضاً عامل الاحتلال الذي يقود اللاعب لتمثيل بلد آخر كما حدث للاعبين مشاهير مثل رود خوليت وريكارد وسيدروف وإدقار ديفز في منتخب هولندا، وهم ينتمون لجزيرة سورينام، وسانشيز ولويس وأيدر لاعبي الرأس الأخضر الذين لعبوا لمنتخب البرتغال.

مقولة بلاتر لم تأتِ من فراغ، فاللاعبون البرازيليون كانوا الفريسة السهلة في هذا الملف الشائك، ومن أبرز الأسماء من اللاعبين البرازيليين الذين تحولوا لمنتخبات أخرى مقابل المال، سيزار الذي لعب لمنتخب قطر، وسيلفا دوس سانتوس وخوزيه كلايتون مع تونس، وتياغو موتا مع منتخب إيطاليا، وأركوس سينا لاعب الوسط الدفاعي البرازيلي الأصل الذي لعب لمنتخب إسبانيا، والمهاجم كارفاليو أماوري مع إيطاليا، والمدافع بيبي ولاعب الوسط ديكو اللذان لعبا للبرتغال، والثلاثي ريو فاغنر وأليساندروس سانتوس وماركوس توليو مع اليابان.

وتعبر حالة الحارس المصري الشهير عصام الحضري عن حالة الفوضى في التجنيس الرياضي، حيث استصدر له نادي المريخ الجنسية السودانية خلال 24 ساعة، ولم ينحصر الأمر في حالة الحضري، فقد بدأت الفوضى بمنح قائد المنتخب اليمني الأسبق علي النونو الجنسية قبل وصوله للسودان، وشاء القدر أن يختلف الطرفان «المريخ واللاعب» على بنود التعاقد ليصبح قرار منحه الجنسية مضرب مثل في غياب المعايير واستغلال نفوذ السلطات في غير موضعها، في ظل النظام السابق، وموقف ثالث في السودان طرفه أيضاً نادي المريخ عندما تم تجنيس لاعب بوسني اسمه نجاد.

وأكد بطل قصتنا محمد آدم الجراح في حديث مع «البيان الرياضي» تفاصيل هذه القصة التي لا يجد وصفاً دقيقاً لها، ويقول إنه لم يفكر خلال مشواره مع الترسانة في أهمية السعي للحصول على الجنسية المصرية وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي وهو يواصل مشواره مع الكرة بجنسيته السودانية، ويتذكر الجراح أن المرحوم الكابتن الوحش فوجئ في عام 84 بأنه لا يحمل الجنسية المصرية، وقال إنه لم يهتم كثيراً للأمر لاعتقاده أن اللعب لمنتخب مصر يكون عادة لنجوم الأهلي والزمالك، ولكن الوحش فاجأه بالاختيار.

ويضيف الجراح أنه كان مستعداً للعب للمنتخب السوداني متى ما تم استدعاؤه، ولكن للأسف لم يحدث ذلك لأن السودان لم يكن يعرف أن لديه لاعباً بهذه المميزات يلعب في الدوري المصري.

وبعد مشواره مع الترسانة اختار الجراح الاحتراف في البحرين، حيث لعب لنادي النجمة لموسمين ثم عاد إلى مصر، وجاء سفره للبحرين مضطراً بعد قرار منع اللاعبين الأجانب في مصر في تلك الفترة ثم عاد مرة ثانية ليقضي حياته في مصر مع زوجته وأبنائه الخمسة، ومن المفارقات أن الجراح حصل على الجنسية المصرية عام 2005 بعد سنوات طويلة من اعتزاله كرة القدم.

مدار الساعة ـ