بقلم: أ.د. عدنان المساعده *
تشرفت مع مجموعة من الزميلات والزملاء في جمعية الفكر والحوار بزيارة الديوان الملكي الهاشمي العامر الأسبوع الماضي، هذه الجمعية التي تضم نخبة من أصحاب الرأي من اساتذة الجامعات الاردنية والمتقاعدين العسكريين والكتاب والصحفيين والاطباء والمهندسين ومؤسسات المجتمع المدني، حيث ’قدّمت أفكار وملاحظات تتعلق بالشأن العام والقضايا الوطنية لاقت كلّ ترحيب من معالي رئيس الديوان الملكي الذي أنصت بأدبه وأخلاقه العالية الى كل الملاحظات ندرك جميعا أن الواجب ’يحتم علينا ان نكون في خندق الوطن، ومع جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني نقدّر حجم التحديات التي تواجه بلدنا داخليا وخارجيا...ونمضي مع جلالة سيدنا لنهضة الاردن في كل المجالات يحدونا الأمل والعمل معا بهمة عالية وعزيمة قوية والاعتماد على الذات.
كانت القلوب والعقول تتجه بوصلتها صوب المكان الذي يحظى باحترام الأردنيين ويشكل احدى الثوابت الوطنية التي هي موضع ثقتنا جميعا...هذا المكان الذي ’يوحدنا جميعا في أردن العزم لنوصل رسالة مفادها اننا مع جلالة مليكنا المفدى الذي يحظى بمحبة شعبه وتقدير العالم لخطواته الشجاعة وفكره النابض قوة وعزيمة، وانسانيته العظيمة فكانت جائزة رجل الدولة الباحث العالمية لجلالته استحقاقا طبيعيا وعرفانا بالدور المؤثر والقوي الذي يقوم به جلالة سيدنا بمعرفة وعلم اتسمت بالموسوعية والرأي السديد التي تعتبر مبعث فخر واعتزاز لكل مواطن اردني وعربي ولكل منصف في هذا العالم.
ولم يغب عن اذهاننا ان الحفاظ على هيبة الدولة وسيادة القانون ...أمر يهمنا جميعا أفرادا ومؤسسات لتبقى صورة الوطن مهابة وقوية لا نسمح لكائن من كان أن يسيء الى ثوابتنا الوطنية، وأن لا نسمح للفئات التي تحاول أن تبث سمومها عبر الإْشاعات الكاذبة والمدمرة، الأمر الذي يدعو مؤسساتنا التربوية والتعليمية ومؤسسات الاعلام وكل الجهات ذات العلاقة ان تعمل جاهدة على تحصين أبناء الوطن ثقافيا وفكريا والوقوف سدّا منيعا أمام تلك الاشاعات المغرضة التي تستهدفنا جميعا.
واشتمل اللقاء على ضرورة ترتيب الاولويات الوطنية المتمثلة بتحقيق دولة الانتاج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بلدنا، وأن الاهتمام بقطاعات الانتاج من زراعة وصناعة، واقامة المشاريع المنتجة، واستغلال طاقة الشباب واستثمارها الاستثمار الامثل، والتوجه نحو التعليم المهني واقعا ملموسا، وادارة الموارد بفاعلية وضبط النفقات، كلها محاور مهمة تسهم في زيادة النمو الاقتصادي والتقليل من نسب البطالة.
كما يجب ان نسّمي الامور بمسمياتها وبكل جرأة ووضوح ودون ان يتسم المشهد بالرمادية أحيانا وسياسة المجاملة والاسترضاء على حساب مصالح الوطن العليا أحيانا أخرى، فأردننا دائما وفي هذا الوقت بالذات بحاجة إلى كل جهد مخلص وصادق يصب في الصالح العام وفي كافة المجالات، ولا ينظر الى اية مطامع شخصية رخيصة أو التقوقع حول الذات لأن الوطن أكبر منا جميعا فهو الأبقى والأقوى بإذن الله.