مدار الساعة – لقمان إسكندر - لم يعد السؤال عن "ماذا يفعلون" مجديًا؟ خَبِرَ الناس فعلهم. فصار السؤال الأهم: لِمَ يفعلوا ذلك!
مجلس النواب يدعو الحكومة للتقشف، ثم يزيد مخصصاته التي وصلت إلى 24 مليوناً و400 ألف.
والحكومة تقصف الناسَ بالتصريح ونقيضه. ثم تتهمهم بالتنمّر.
نحن بحاجة إلى عالم فيزياء، أو ربما إلى صاحبة عبدالحليم حافظ، ليحاولا أن يُدخلا في الرأس سببا مقنعا عن حقيقة ما يفعله هؤلاء بالناس، ولِمَ؟
في الملف الاقتصادي، الحكومة تقول إنها ستزيد الرواتب، وأنها لن تفرض الضرائب، وأن الموازنة تعاني من عجز لم تشهده المملكة، منذ نشأتها.
لدى يد الاقتصاديين كل الوجاهة وهي ترتطم بصدورهم خوفا، إذ يسألون، إذن كيف سيغطي عمر الرزاز العجز، عجزه؟
لن تفلح قراءة الفنجان في الوصول الى إجابة، وسيشيب رأي عالم الفيزياء ومعه ابن خلدون. الخبرة التي اكتسبها الناس من أداء الحكومة تجعلهم يشعرون بالرعب.
إما أن الحكومة لا تقول الحقيقية بشأن الرواتب والضرائب، وإما أنها لا تقول الحقيقة بشأن عدم اقتراضها، وإما أنها عثرت على الفانوس السحري، أو أنها تدرك أن شوك الرواتب والضرائب لن يكون شوكها العام المقبل، وأن على الحكومة المقبلة ان تقعله هي.
ومثل ذلك تفعل الحكومة في ملف الطاقة. تقول إننا قادرون على تصدير الكهرباء للدنيا، ثم تصر على وضع رقبتنا تحت سكينة العدو في اتفاقية الغاز. فما المعنى المراد إيصاله هنا؟
سياسياً أيضا، لا تكاد الحكومة تحسن صنعا. وزير العمل يعلن أنه لن يحاور المتعطلين عن العمل بعد اليوم، وكأنه يدرك أن أعداد المتعطلين باتت أعلى من أن تستوعبهم أيام أسبوعه، وأن لا قرار لديه أو برنامج لتشغيلهم.
نحن نعلم أنه سيضطر إلى العودة عن قراره عند أول اختبار. لكن قبل ذلك؟ ما الأمر الخطير حتى يضطر الوزير إلى إعاظة الناس بتصريحه هذا. ومجددا، ما المعنى المراد إيصاله هنا؟
حين تستمع إليهم تكاد تقسم أنهم يتحدثون بلغة أخرى غير العربية التي نعرفها.