وبين بلييف خلال لقاء صحفي في مقر السفارة في عمان اليوم، أن أوكرانيا تقدر عاليا الدور الذي يلعبه الأردن على المستوى الدولي والذي ينبع من نظرة جلالة الملك عبدالله الثاني في مختلف المجالات ومنها إحلال السلام في العالم ومكافحة الإرهاب، مؤكدا أن هناك تطابقا في وجهات النظر في مختلف القضايا بين البلدين.
وجدد دعوة بلاده افتتاح سفارة أردنية في أوكرانيا مؤكدا أن وجود سفارة أردنية في كييف سيعزز التبادل التجاري بين البلدين ويحقق التوازن في الميزان التجاري ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون بما يخدم مصالح الطرفين.
وأكد بلييف أن أوكرانيا وبعد التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي مؤخرا والتي كونت الأساس لتعميق العمليات الداخلية الخارجية للبلد، فإن أوكرانيا تعمل على تنويع علاقاتها الدولية و وتنظر إلى الأردن باعتباره الشريك الموثوق في الشرق الأوسط.
وأضاف أن الأهداف الجديدة للحكومة الحالية في أوكرانيا تتلخص في إحلال السلام في أوكرانيا
و حماية سيادتها واستعادة سلامة أراضيها وتنفيذ الإصلاحات و تعزيز القدرات الدفاعية والتأكيد على العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي و حلف الناتو، بالإضافة لجذب الاستثمارات الأجنبية والوصول إلى تنمية الاقتصاد بنسبة ٤٠٪ في السنوات الخمس المقبلة.
وقال أن الأولوية في جلب الاستثمارات تتمثل في تنفيذ المشاريع الكبرى و خاصةً في تكنولوجيا المعلومات و زراعة و الطاقة و الإبداعات.
أما فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين الأردن وأوكرانيا قال بلييف أن البلدين يتقاسمان الأهمية الإستراتيجية في منظومة الأمن العالمي فأوكرانيا تلعب دوراً مهماً في نظام الأمن الأوروبي, و والأردن لها دور استراتيجي في تحقيق الأمن في منطقة الشرق الأوسط، و هذا يبني مجالاً لتعزيز العلاقات، و تبادل الخبرات، و الدعم المتبادل.
وأضاف أن البلدين يتشاركان ذات الاهتمام و المواقف و الرؤى من رفض التطرف و مكافحة الإرهاب وإحلال السلام.
وبين أن أوكرانيا تسعى لتعزيز علاقاتها مع الأردن في مختلف المجالات وعلى رأسها الطاقة التقليدية و البديلة.
أما بالنسبة الطاقة البديلة فزادت أوكرانيا من حجم الطاقة المتجددة بحوالي 4 جيجاواط ووصلت إلى ما يقرب من 5 جيجاواط منذ العام 2015 في حين أن أوكرانيا وحتى عقب الربع الثالث من العام الحالي استطاعت توليد 2.66 جيجاواط مما تعتبر التقدم بثلاثة مرات بمقارنة السانة الماضية، مشيرًا الى ان كل من الاردن و أوكرانيا تسيران في نفس الاتجاه و تشاركان نفس الروية.
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الأمن الغذائي بين بلييف أن أوكرانيا تعتبر سلة الغذاء العالمي نظراً لكمية الصناعات الغذائية التي تمتلكها، بالإضافة إلى أن أوكرانيا تعتبر من أكبر الدول عالميا في تصدير عدد من المنتجات الزراعية في العالم، وتشكل الصادرات الزراعية 40% من الصادرات الأوكرانية.
وأشار أنه ومع التحديات التي تتعلق بالأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط فإن أوكرانيا تنظر إلى الأردن باعتباره بوابة مهمة للأسواق في المنطقة لما تتمتع به المملكة من موقع استراتيجي واستقرار أمني يجعل منها محطة مهمة لتكون منصة للتعاون في هذا المجال.
وبين بلييف أن الأردن ومن خلال خططه الطموحة ليكون منصة لتكنولوجيا المعلومات في المنطقة من خلال الشركات الإبداعية، فإن أوكرانيا ومن خلال خبرتها الطويلة في هذا المجال والتي تعتبر منصة لشرق ووسط أوروبا وتحتضن أهم الجامعات في أوروبا في مجال تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني والتكنولوجيا الحيوية خاصة في مدينة خاركيف، فإنها مستعدة لتبادل الخبرات ومساعدة الأردن في تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم هذا القطاع في الأردن بالتعاون مع الحكومة والقطاع الخاص.
وأكد أن أوكرانيا ومن خلال خبرتها الطويلة في مجال التكنولوجيا و استكشاف الفضاء وإنتاج الأنظمة الدفاعية كما أنها واحدة من الدول القليلة في العالم التي لديها صناعة المجال الجوي واسعة النطاق. فإنها تفتح الباب أمام التعاون مع الأردن في هذه المجالات.
وشدد على أهمية الاتفاقيات التي وقعت خلال العام الحالي بين البلدين وكان آخرها الاتفاقيات التي وقعها وزير العدل الدكتور بسام التلهوني مبينا في الوقت ذاته أن عدة وفود برلمانية زارت أوكرانيا، وهو ما يعزز من مفهوم الدبلوماسية الشعبية والبرلمانية، كما كشف عن تشكيل لجنة الصداقة الأوكرانية الأردنية في البرلمان الأوكراني وهي تعتبر لجنة الصداقة الأولى التي ينشئها البرلمان الأوكراني الحالي.