أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ليلة القبض على الشعب متلبساً بالجمعة السوداء في الأردن..

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة – لقمان إسكندر – كأن أحد الغلمان صار يركض إلى رئيس وزرائه لاهثاً، يدبّ على الأرض دبّا، حتى إذا وصله وَقَعَ:

- ويحك يا غلام.. ما الخطب؟

- مولاي هل رأيت الناس في الجمعة السوداء؟

- ما بهم يا ولد؟

- لو رأيتهم يا مولاي كيف امتلأت بهم الأسواق والشوارع والساحات.

- أليس هؤلاء يا غلام من يبكون على حالهم ومعاشهم؟

- نعم يا مولاي نعم .. إنهم هم.. إي وربي هم. هم أنفسهم من أرهقونا، وهم "يتفصحنوا" كلما رفعنا سعر سلعة، أو فرضنا عليهم شيئا من الضرائب؟

- هههههههههه .. وقد كنت تحذرني من سياساتي الاقتصادية.. ألم أقل لك سابقا يا ولد.

- قلت يا مولاي قلت.

بينما كانت الأسواق تزدحم بالأقدام في الجمعة السوداء، كان بعضنا يراقب خَجِلا.

كأن بعضنا صار يقول لبعضه: "إذن ما نقول غدا لعمر الرزاز. اليوم إذا أراد رَفْعَا رَفَعَ، حتى إذا اشتكى مسكين حالته، قال له عمر: "موعدنا الجمعة السوداء يا ولد".

اثنان عبء على عقلاء السفينة: سياسات اقتصادية متوحشة، وعوام من الناس، هم عوام، وإن ارتدوا بدلة، وراحت إحداهن تقرع رؤوسنا بكعبها الثمين.

تاريخياً كان العوام، عبئاً على خاصرة المجتمعات في لحظتها التاريخية الفارقة.

لولا هؤلاء لما تجرأ رئيس، ولا رفع. كل ما هناك أنه كان يرى دوماً ما رأيناه نحن اليوم في الجمعة السوداء.

لكن ماذا بعد؟

بشاهد هذه الجمعة، سينتهي المسؤولون إلى خلاصة أن الناس تكذب، وأن علماء الاجتماع يضخّمون استنتاجاتهم حول خطر فقر المجتمع. هذا ليريح المسؤول صوت بعض ضمير في صدره، أما الحق وما علينا التوقف عنده ليس هذا الاستنتاج الساذج، بل في أننا أمام مجتمع يمارس الأخطاء نفسها التي تمارسها السياسات الرسمية. خطوة خطوة.

ما يثير الرعب أن الحكومة تعاني في سياساتها، والمواطن أيضاً.

ما يثير الحزن أن الحكومة تقول كثيراً ولا تفعل شيئاً، وكذلك المواطن.

ما يثير الغضب انطباق الجحيم على بعضه.

أعني إنها سياسة اقتصادية رسمية مجنونة، وأناس أشد جنوناً.

هي شيزوفرينيا استهلاكية. فيها المتسوق والجائع شخص واحد.

الحق إن بعض من يعيش اليوم في السفينة يكاد يسمع ضرب معاول ناس كأنهم يريدون إغراقها.

لم تعد فئة واحدة تمارس الخرق، بل من هم في الأسفل، كما الأعلى. معظم ركاب السفينة يحملون المعاول، وقد اجتمعوا على الخرق. خرق السفينة. فأين هي أطواق النجاة في منطقة تتشظى.

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

مدار الساعة ـ