مدار الساعة - لقمان إسكندر - إذا كانت المناطقية أو الطائفية محاصصة ورثناها "كابرا عن كابر"، فإن هناك من يريد إدخال شكل جديد من المحاصصة، لكن بوجه معاصر، وخطاب يحب الموضة. أعني جدار الفصل الجندري. او ما يدلّعونها تحبباً "النوع الاجتماعي".
لا يغرّنكم ما يجري. هي دعوة للمحاصصة لتمزيق الأصوات، وإن كانت ترتدي بنطالا على الموضة، ممزّق هو الآخر.
اليوم تظهر دعوة جديدة تناهض العنف السياسي ضد المراة، وتسعى لتمكين المرأة سياسياً.
دعونا نتفق أولاً أن خوض المعركة بأهداف جزئية خيانة للأهداف الجامعة، ومحاولة لالهائنا بما لا طائل منه.
من قال إننا نخطط لأهداف جندرية تفصّل العمل السياسي على أساس النوع الاجتماعي.
نرفض المناطقية، كما نرفض الجندرية. كلاهما محاصصة. هما عبث في أهدافنا الكلية.
قبل عقود رفع الأردنيون توجان فيصل، وأخفضوا منافسها الرجل. ليس لان توجان امرأة، بل لأنهم رأوا فيها القدرة سياسية عميقة.
أقول: هل حظي رجالنا بالمساواة بينهم؟ أم تمتع القوم رجالهم ونساءهم بالمساواة؟
وهل حقًا نحظى بالمساواة بين أطفالنا بأطفالهم، وشبابنا بشبابهم، ونسائنا بنسائهم؟
لم يمارس البعض أهدافا جندرية خارجة عن القانون، وهم يخوضون معاركهم ضد "المرأة".
وهل يفعلون ذلك لأنها امرأة، أم أن منظومة العمل الكلية، ذات أهداف غير بريئة تطحن كل من يقف أمامها، حتى وإن كان يقف مصادفة، امرأة.
ما نعلمه أن ماكينة الطحن السياسي تحيك "أثوابها"، استنادا إلى "المناسبة" بعيدا عن "النوع الاجتماعي". جميعنا يا سادة "أثوابً" في "الخزانة".