انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

فعلها تامبلين بـ شجاعة.. فمن يجرؤ؟

مدار الساعة,أخبار رياضية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/26 الساعة 02:04
حجم الخط

بقلم: محمد العياصرة

عبر الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية بشكل مقتضب، وبمرور الكرام، متضمناً الحديث عن رجل أعمال قام بشراء نادٍ ضمن الدرجة الثامنة في إنجلترا، ليتخذ بعد ساعات أحد أغرب القرارات الرياضية غير المألوفة، بعد أن أقال المدير الفني للفريق، وجهازه المساعد، ثم أعلن نفسه مدرباً ومديراً رياضياً ورئيساً في نفس الوقت!

اختصر غلين تامبلين المسافات، ولم يرغب بإهدار الوقت باجتماعات مع المدربين، أو إحكام سيطرته تدريجياً على الجانب الفني، بل حسم المسألة بهدوء "صاخب"، وأعلن نفسه مديراً فنياً، ثم كشف النقاب عن نيته للتعاقد مع (15) لاعباً خلال الفترة القادمة.

في رومفورد، شمال شرقي العاصمة لندن، فعل تامبلين ما يجول في خاطر الكثيرين من رؤساء وملاك الأندية.. بعد ان تخلى عن الدبلوماسية المعتادة والتأكيدات الرنانة بعدم التدخل بالجوانب الفنية والاكتفاء بالشق الإداري، بل وضع قبضته الحديدية على كل شيء تقريباً.. مدرباً يرسم الخطط والتشكيل، مديراً رياضياً للتعاقدات، ورئيساً لمجلس الإدارة يحدد السياسات، واخيراً مالكاً للكيان الرياضي يعزل من يشاء في أي وقت!

يتبادر العديد من الأسئلة الطريفة إلى الاذهان.. وفي حال تراجعت النتائج مثلاً: كيف سيتصرف تامبلين؟، وعلى من سيضع اللوم؟.. هذا الشخص الذي يبدو صلباً متعنتاً، هل سيقيل نفسه كمدرب، ويستعين بمن هو أكفأ منه؟، أم يتجه لمجلس الإدارة ليحملهم المسؤولية كاملة، ثم يقرر إقالتهم بصفته مالكاً للنادي، ويعيد تشكيل الهيئة من جديد، برئاسته طبعاً!

حسناً.. قصة تامبلين وناديه رومفورد لا تعنينا بالمضمون، لكنها تغمز "شكلاً" إلى واقع يبدو قريباً بعض الشيء من منطقتنا، رغم أن الرواية حدثت في انجلترا.. حيث نعيش يومياً أحداثاً متقاربة، عن رؤساء أندية يتدخلون في التفاصيل الفنية والإدارية لفرقهم، وعند تراجع النتائج، يطلقون سهامهم نحو المدرب الذي يقف عاجزاً أمام تدخلاتهم، وحتى قراراتهم بإقالته، كما يحدث في الحلقة الأخيرة دائماً!

فعلها رجل الأعمال تامبلين بشجاعة، ولم يختبئ خلف الجهاز الفني، متستراً بـ نفوذه وقدرته على تحريك أحجار الشطرنج داخل فريقه كيفما يشاء.. بل "صعد المسرح" وأعلن نفسه مدرباً محنكاً، ومديراً رياضياً خبيراً بالتعاقدات أيضاً.. فمن يجرؤ على ذلك، ويسقط قناعه المزيف، وينصب نفسه مديراً فنياً لناديه، بدلاً من دس أصابعه في الخفاء للتلاعب بالفريق، من كرسي الإدارة؟ ..الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/26 الساعة 02:04