انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

سمير الرفاعي.. لا دلافين لطيفة في صالوناتنا السياسية.. بل قروش مفترسة

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,مجلس الأعيان,المملكة الأردنية الهاشمية,ولي العهد,الحسن بن طلال,الملك عبد الله الثاني,رئاسة الوزراء
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/25 الساعة 20:25
حجم الخط

مدار الساعة - لقمان إسكندر - معضلة أن تكتب عن مسؤول. معضلة أكبر أن تكتب عنه في هذا الوقت. أما المعضلة الاستثنائيّة أن تكون بصدد الكتابة لرأي عام كالمقصلة، يقطع بلا أدنى رحمة، هذا أفهمه، وأفهم معه أنني بصدد الدخول في حقل ألغام.

اسمحوا لي أن أقدم لكم رئيس الوزراء الأسبق سمير زيد سمير الرفاعي. السياسي الذي نشأ على عين أحد أهم الشخصيات الأردنيّة، أعني والده، رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأعيان الأسبق زيد الرفاعي.

نجح الرفاعي، الأب، في بناء ابنه طوبة طوبة، حتى شبٌ جنباً إلى جنب مع طريق ممهّد حيناَ وعَصِيٍّ أحياناً.

طريق الطامحين في الأردن إلى "الرابع"، لا يمرّ من "العبدلي". كل الطامحين يفهمون هذا. إنه يمرّ عبر سلسلة معقدة من الأروقة.

وأنت تسمع لشخصية رفيعة أو عنها - لا تُدنيك منها إلا نشرات الأخبار، تظنّ وأنت في هذا الظن مخطئ، أنها ذو حرير، منعّمة لا حَزَنَ فيها، لا كرب. لديه ما يشكو منه.

أحد أعباء طموحه - وميزاته أيضا - أنه من أسرة سياسية منذ نحو القرن. صحيح أنهم يقولون: لولاها لكان الطريق أصعب. لكن لِمَ يقال ذلك كتوطئة للهجوم عليه.

إنه عَرَفَ سرّ الطريق فَسَلَك مسالك العارفين، فما الضير في ذلك، والكلّ - إلا القليل - من لو أتيحت له الفرصة اقتنصها. القوم في هذا سواء.

في محيط اللاعبين بالسياسة في المملكة لا يوجد دلافين لطيفة. إنها قروش مفترسة. وهذا أيضاً عرفه الرجل. "الصالونات السياسيّة تطارد حتى الطير في السماء". كأنها قال.

سوى أنه يكاد يعترف: "الواحد بتعلم".

هنا يقول الرفاعي لـ مدار الساعة: "رئيس الوزراء ليس موظفاً، ويجب أن يحمل برنامجاً حتى وإن كان خارج مقعد المسؤولية".

سألته، هذا ما تريده ولكن ما الواقع؟ أجاب، الواقع "غير هيك".

طرحت عليه سؤالاً، فبدأ يجيب. قال جملة أو جملتين، فقاطعته، وأنا أقول له: ليس هذه الإجابة أريد، فابتسم.

لاحقاً طاب لي أن أقاطعه، فهو من هو.

الحق، طِبت نفساً يوم قاطعته، ويوم ابتسم أيضاً. كنتُ ودوداً معه، وكان معي.

سمير الرفاعي بعد الرئاسة ليس كسمير قبلها. لكن ليست الأولى من غيّرته، بل الثانية - حقبة ما بعد رحيله عن "الرابع"، عندما أدرك أن عليه أن يكون أقرب إلى الناس، كما لم يكن سابقاً. فاقترب.

يقول: "بعد خروجي من الحكومة صرت أرى ما لم أكن أراه سابقاً".

صار شعبياً أكثر، لأنه عَرَفَ أكثر. وهذا مفهوم. إن الرجال دائما ما يُبدّلون رؤيتهم حين تتسع لهم دائرة الرؤية الأفقية. وهذا ما يقع للرفاعي منذ تسع سنوات.

بعد أن كان ابن اللويبدة وجبل الحسين ثم راح يتجه غربا، أصبح اليوم يألف المحافظات ويألفوه.

بعد تجربة الرئاسة أصبح يرى جميع الجهات. شرقيّها وغربيّها. يصعد إلى الشمال، وينزل إلى الجنوب.

ذات شبابٍ، كان يظنّ أن في القصر كفايته، ثم أدرك أن القصر نفسه يريد غير ذلك. فعمّق خبرته الشعبية، كسياسي نشط.

ما يلوم الرفاعي نفسه به : أن "أتعبط" كل الملفات في وقت واحد". إنك تحسبه منذ سنوات، وهو يجري مراجعات لتجربته.

سألته ماذا لو جلست، مرةً أخرى، على كرسي رئيس الوزراء. رفض السؤال. "قد اكتفيت ولا أرغب في العودة إليه" قال.

لم أكن اصطاده. كنت أريد أن أفحص رؤيته اليوم، فعدّلت سؤالي: بما تنصحني لو أصبحت أنا رئيسا للوزراء؟

ابتسم وابتسمت معه، ثم بدأ يقرأ علي بياناً وزارياً، فاستوقفته، وقلت: ليس هذا ما أعني، فاستدرك يعدّ عليّ نصائحه الإجرائية. فقلت: نعم هذه.

نصحني أن اتخذ سلسلة من الإجراءات الفورية لتسهيل حياة الناس في قطاع الخدمات.. "الصحة، والتعليم، ودائرة الأراضي، والمياه والكهرباء، والجمرك والضرائب، والنقل.. يجب أن يرى الناس الفرق فورا".

قلت: نعم هذه.

وحذّرني من مخاطر البطالة وتوقف النمو الاقتصادي، مشددا على ضرورة رعاية الطبقة الوسطى. قال: "إنها تتلاشى".

ثم قال: "الشعارات أتعبت المواطنين.. السنة الجاي رح تكون كويسة.. اللي بعدها أفضل..". متسائلا، "هل كان لدينا نهج اقتصادي واضح في السنوات الماضية؟ أجاب: "لا. فقراراتنا، مرة رأسمالية وأخرى شيوعية، وثالثة تجميع هايبرد من هذه وتلك".

أكثر من ذلك، إنه يقول: "إن المسؤول اليوم يحتاج الى الشجاعة وأول خطوات هذه الشجاعة في تطبيق القانون وبمساواة".

ويضيف، "يجب أن تعمل الحكومات على كسب ثقة المواطن بأن يرى القانون يطبق على الجميع، من دون استثناءات".

سمير الرفاعي يختلف. حتى الشيب يزاحم كل سواد شعره. عَرَفَ أن الناس أيضاً لهم رواقهم الذي عليه أن يسلكه.

فما يصنع مستقبلا؟ دعونا نرى.


في سطور:

• سمير زيد الرفاعي (1 حزيران 1966 -)، رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية بالفترة من 14 كانون الأول 2009 إلى 1 شباط 2011
• تخرج من أكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة عام 1984
• يحمل شهادة البكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد
• وشهادة الماجستير بالعلاقات الدولية من جامعة كامبريدج عام 1988
• بدأ عمله العام فورا كمساعد لرئيس التشريفات الملكية.
• عمل مديرًا لمكتب ولي العهد الأمير الحسن بن طلال
• عندما عينه الملك عبد الله الثاني أمينًا عامًا للديوان الملكي.
• تولى إدارة المكتب الإعلامي ودائرة العلاقات العامة الخاصة بالملك عبد الله الثاني.
• يوم عين وزيرًا للبلاط ورئيسًا للديوان الملكي، 2005.. ثم مستشارًا للملك
• عين عام 2005 رئيسًا تنفيذيًا «لشركة الأردن دبي كابيتال»
• انتخب 2009 رئيسًا لمجلس إدارة "بنك الإنماء الصناعي".
• 2009 كلّف برئاسة الوزراء وكذلك 2010
• استقال من منصبه بتاريخ 1 شباط 2011م على وقع النسخة الأردنية من الربيع العربي.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/25 الساعة 20:25