مدار الساعة - قال وزير الخارحية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم أن لا شيء يغير حقيقة أن المستوطنات لاشرعية. ولا قرار يلغي أن المستوطنات خرق فاضح للقانون الدولي."
وحذر الصفدي في كلمة في الجلسة غير العادية لمجلس وزراء خارجية الجامعة العربية دعت إليها دولة فلسطين من خطورة تغيير الولايات المتحدة موقفها إزاء المستوطنات.
وقال الصفدي "لا يحتاج اجتماعنا اليوم أن يؤكد لاشرعية المستوطنات الاسرائيلية في دولة فلسطين المحتلة. فتلك حقيقة واضحة تتكسر أي محاولة للتشكيك فيها أمام ما ثبته قرار مجلس الأمن ٢٣٣٤، والموقف القانوني الراسخ المتجسد في المادة تسعة وأربعين من اتفاقيات جنيف الرابعة، وغيرهما من القرارات والاتفاقيات الدولية."
وزاد أن لاشرعية المستوطنات حقيقة أكدها ١٤ عضواً في مجلس الأمن قبل أيام، وأكدتها ردود الفعل الدولية على قرار الولايات المتحدة أن المستوطنات لا تشكل خرقاً للقانون الدولي.
وقال الصفدي "نجتمع اليوم لنحذر مجدداً من التداعيات الدمارية للمستوطنات على جهود تحقيق السلام الشامل والدائم. فالمستوطنات تكريس لاحتلال غير قانوني لا شرعي لا إنساني يشكل بقاؤه تهديدا للأمن والسلم الإقليميين والدوليين، واستمرارية لشر بشع باطل لا سلام شاملاً ولا أمن إقليمياً من دون زواله."
وقال الصفدي "تدعي إسرائيل أنها تريد السلام. لكنها ترتكب كل ما يقوّضه. تدعي أنها تريد الأمن. بينما تؤجج إجراءتها الأحادية اللاشرعية واللاإنسانية الصراع."
وحذر وزير الخارحية أنه "ليس بقهر الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم وسرقة أملهم بالحياة الحرة يتوفر الأمن. وليس ببناء المستوطنات وتوسعتها وهدم البيوت ومحاصرة المدارس والمزارع والمصانع يتحقق السلام."
وشدد الصفدي أن "حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧ هو سبيل تحقيق السلام والأمن الوحيد، هو الحل الذي يرى إليه أكثر دول المجتمع الدولي، وليس العرب فقط، طريق السلام الوحيد. لكن هو الحل الذي تقتله إسرائيل."
وقال الصفدي "٨٣٣٧ وحدة استيطانية جديدة أعلنت إسرائيل خططها بناءها هذا العام (وهو ضعف العدد الذي قررته العام الماضي، في الوقت الذي وصل فيه عدد المستوطنين في الضفة الغربية ١٤٪ من سكانها، وبلغ عدد المستوطنين في القدس المحتلة حوالي ٢١٥ ألف مستوطن) لن يجعل حل الدولتين ممكناً."
وقال الصفدي "ستقتل إسرائيل كل فرص تحقيق السلام وحل الصراع إن مضت بخطواتها ضم وادي الأردن وشمال البحر الميت في فلسطين المحتلة."
وزاد "إسرائيل بذلك لا تنتهك حق الفلسطينيين في وطنهم وفِي الحرية فقط. هي تهدد أمن المنطقة وتتحدى المجتمع الدولي وتهدد الأمن والسلم الدوليين أيضاً."
وأضاف الصفدي "لذلك يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفا حاسماً في التصدي لهذا العدوان الإسرائيلي، وفِي التمسك بلاشرعية المستوطنات وعبثية الاحتلال، حماية لسلمه ودفاعا عن قوانينه ومبادئه."
وقال الصفدي "السلام خيار استراتيجي عربي دولي، وحق لشعوب المنطقة. إسرائيل تمعن في ممارساتها اللاشرعية التي تحرم الشعوب هذا الحق. ولذلك ايضاً يجب أن يتحرك المجتمع الدولي عملياً وبفاعلية لكبح العدوانية الإسرائيلية."
وأضاف وزير الخارحية "لن تنعم المنطقة بالأمن والسلام ما لم ينته الاحتلال ويحصل الفلسطينيون على حقهم في الحرية والدولة."
وقال الصفدي "لا شيء يغير حقيقة أن المستوطنات لاشرعية. ولا قرار يلغي أن المستوطنات خرق فاضح للقانون الدولي. نحذر من خطورة تغيير الولايات المتحدة موقفها إزاء المستوطنات، وندعوها إلى العودة عنه."
وأضاف الصفدي " تثمن المملكة الأردنية الهاشمية مواقف الدول والمنظمات الدولية التي أكدت لاشرعية الاستيطان ودانته خرقاً للقانون الدولي، وتدعوها إلى ترجمة هذه المواقف فعلاً يجعل إسرائيل تدفع ثمن استهتارها بالقانون الدولي وبحقوق الفلسطينيين المشروعة، وبحق شعوب المنطقة العيش بسلام."
وأكد الصفدي "ستبقى المملكة تبذل كل ما تستطيع من جهد، وتكرّس كل ما تملك من إمكانات، لإسناد الأشقاء ورفع الظلم والقهر عنهم، ليعيشوا بكرامة وحرية، شرطاً لتحقيق السلام الذي نريده جميعاً على الأسس التي تجعله دائماً وشاملاً: السلام الذي يلبي الحقوق المشروعة كاملة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، التي تمثل إجماعنا العربي."
ورحب الصفدي بسمو الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة في حضوره الأول لمجلس الجامعه الوزاري، متمنياً له التوفيق، ومؤكداً التطلع للعمل معه على تعزيز العلاقات التاريخية الاستراتيجية بين المملكتين الشقيقتين وعلى خدمة القضايا العربية.