مدار الساعة - خاص - حتى وإن كان مليوناً، سيبدو رقماً مخجلاً على صخور المدينة الوردية.
منذ تااريخ المملكة لم يزر البترا سوى هذا الرقم!؟ الجهات السياحية تحتفل بما يشعرنا بالخجل.
يبدو أن طريقة "عدّ" الحكومة لأعداد الفقر والفقراء، والشباب ومتعطليهم، مُعْدِية.
لم يسأل أحد لِمَ فقط مليون. فهل شعر بعضنا بالعار من الرقم. ها هم قومنا يتبجحون بابتسامة الفائزة.
أصغر سوق في وسط البلد يحجّه أضعاف هذا الرقم، ولم يحتفل أحد.
أليس البقالة الوردية المشيّدة من خشب سحارات البندورة لأبي فريد في الحي الشعبي الذي يقطن فيه فقراء - غير معترف بجوعهم - قد أتاه منذ افتتاحه قبل ثلاثين عاما هذا العدد من المتسوقين، لكن لم يحتفل.
ما بال قومنا احتفلوا بما يدعو إلى الخجل!
مليون فقط؟! رغم أننا ندفع 60 في المئة من قيمة تذكرة السائح!
مليون؟ على أي آلة حساب جرى عدّ أرقام الزوار.
يقول زياد البطاينة الكاتب والخبير في شؤون السياحة أننا نحصل على أرقامنا ونحن نحصي سياحنا من خمسة مصادر، هي: وزارة الداخلية - المعابر - ودائرة الاحصاءات العامة، والشرطة السياحية، وزارة السياحة والاثار، ومنظمة السياحية العالمية.
يسأل الخبير في الشأن السياحي: فهل الرقم وهمي؟
يخشى البطاينة من أننا "اصبحنا نردد أرقاما لا علاقة لها بالواقع ونتحدث عن تطوير البنى التحتية والقفزات النوعية والنظافة والتشريعات".
ويقول: نتحدث عن زيادة في أعداد السياح والتذكرة المفتوحة ونشاط سياحي لا يتماشى مع الواقع، إنما من أجل أن يظل بعضنا جالساً في مقعده".
ويتحسّر الخبير السياحي على الحال: "نراوح مكاننا، فلا طورنا بنى ولا ثقفنا سياحيا ولا روجنا ولا سوقنا، بل اهدرنا المال العام واحيينا مهرجانات الطرب، ظانين ان هذا هو الحل".
"المردود صفر، والحل في قبطان عارف قادر على قيادة الدفة عن جبل الجليد الذي سنصطدم به قريبا، فالمسار خاطئ" يقول البطاينة، ويقول أيضا: "من يتابع القطاع السياحي على ارض الواقع بعيدا عن لغه الانشاء والارقام الوهمية والخيالية التي تعلنها بعض الجهات يرى أنها بعيدة عن الواقع الذي نتمنى".
ما يحزن البطاينة أننا "نعاني هدرا للمال العام من دون مردود".
يتحدى البطاينة عقد مؤتمر صحفي للاعلان عن انجازات جادة في قطاع السياحة حدثت منذ عام.
ويقلق الخبير السياحي أن يكون هذا حال الأردن المتحف المفتوح، ويقلقه أكثر أن هذا هو حال البوابة الوحيدة المتبقية لنا اقتصاديا".
لدى البطاينة رجاء واحد للحكومة يقوله بالشكل التالي: "كفي عن القول إنها عنزة، فهي تطير".
