مثل هذه العناوين، وغيرها، التي تطلقها مؤسسات الدولة تحث فيها الشباب على المشاركة الوطنية، فإنه من الضرورة ان تكون تلك المؤسسات، الحاضنة والبيئة المناسبة والمحفزة لهذا القطاع الواسع، لتترجم العناوين والشعارات على الارض.
مؤسسة ولي العهد مؤسسة حديثة التأسيس، وحتى لا نجاملها على حساب أهدافها، فإننا نقول ان برامجها بحاجة لمزيد من التعريف بها فما يتناقله الاعلام عنها ما يزال على نطاق محدودة.
ولأن هذه المؤسسة التي تسعى لبلورة عمل شبابي يتواءم مع عناوينها ويؤسس الى نهج يجعل من شباب الوطن قوّة محركة في التنمية الشاملة، والانتقال بهم من حال انتظار الفرصة الى صناعة الفرصة، فإنها-المؤسسة- قامت بالتواصل مع مؤسسات الدولة لبناء شراكة تتيح للشباب ما يمكن تحقيقه من احتياجات وتطلعات، فهل تكفي الشراكة؟
من ضمن الاطراف التشاركية التي تتواصل معها المؤسسة، وزارة الشباب التي اكد وزيرها الدكتور فارس بريزات مع المدير التنفيذي لمؤسسة ولي العهد، تمام منكو «ان الشراكة بين الجانبين تستند الى خطط استراتيجية».
وعندما نسمع هذا الكلام، فإن الجانبين يؤكدان أهمية تنفيذ محاور الاستراتيجية الوطنية للشباب التي اطلقتها الوزارة قبل اشهر، وهي استراتيجية كان لمؤسسة ولي العهد رأي ورؤية فيها، وهو ما يدعو لأن تشهد البرامج المشتركة أكثر تفاعلاً، وان تلقى مشاركة اعلامية حقيقية وبما يبرز انخراط الشباب وتسليط الضوء على مطالبهم واحتياجاتهم والفرص التي يمكن ان تتوافر لهم.
لقد مرت الحركة الشبابية بمرحلة «ذهبية» وانتجت حالة فريدة في العمل الشبابي، حظيت برعايات ملكية، وكرّم في مناسباتها الملك، المميزين والمبدعين من الشباب والرياضيين والاعلاميين والقائمين على المجلس الأعلى للشباب (بديل الوزارة).
تلك المرحلة، كانت مطلع العقد الماضي، الذي نُفّذت خلاله برامج هادفة جذبت شباباً من كل الدول العربية، وعُقدت على امتداد خمس سنوات، لقاءات توعوية وثقافية وسياسية، وشُكلت فيها برلمانات شبابية وفرق كشفية وفنية وتطوعية، وبناء مرافق لقطاعي الشباب والرياضة، كما توّج هذا العمل بإستراتيجية وطنية، أعدها خبراء بمشاركة طيف شبابي كبير.
نأمل ان تؤسس الوزارة ومؤسسة ولي العهد ومعهما بقية المؤسسات الرسمية والخاصة الى شراكة تقوم على مأسسة عمل شبابي، لا يتأثر بمجيء ومغادرة مسؤول، أو قدوم حكومة ورحيلها.(الراي)