غادة عقل تكتب.. غزة الصمود

ولا أعلم لم ينتفض كل وجداني اذا قرأت أو سمعت كلمة كتبها أو قالها أحد أهلها

ما هو سر الرهبة في هذا الشعب

غزة هزت العالم و امتهنت ذاك الغرور الذي تحوصلت به دول العالم القوية بعتادها و الضعيفة بإيمانها وهذا هو سر أهل غزة الإيمان بالله أولا ثم بقضيتهم فالإيمان بالله يجعلهم يزهدون بهذه الدنيا الزائلة و يقويهم فلا يمنعهم حبها عن الجهاد وحب الموت.

أما قضيتهم فهم يوقنون بأنها البداية والنهاية و أنهم ولدوا وسيموتوا لأجلها أقصد "سيستشهدوا"

فطوبا لهم شهداء ولدوا ليموتوا

في الأرض.. ويعيشوا في السماء

يولد الشهيد وهو ينظر للسماء لموطنة للجنة.

ربما ما أشعر به من حنين لغزة هو أنها ليست كغيرها من المدن

أزهارها جميلة رائحتها زكية ربما لأنها لم تسقى بالماء بل بالدماء

ربما لقدسية هذا التراب الذي لا يشبع من الدماء

ربما لأني أراها وحيدة تقف في وجه العالم ولا تركع

كم تمنيت لو أني ذرة رمل على شاطىء غزة فتلك الرمال محظوظة كم أغبطها لأنها تُسقى كرامة و قدسية و عزة

كم تمنيت لو أني قطرة مطر تنزل على أرض غزة فتعانق ترابها وتحظى بهذا الشرف

كم تمنيت لو أني دمعة تختبىء في عيني طفل يأبى أن يُسقطها فأطفال غزة رجال لا يبكون أبدا

ليتني أم غزاوية تربي أبناءها على الكرامة و الزهد بالحياة و حب الشهادة لكني وكل نساء العالم أضعف من أن نكون مثلك أيتها العظيمة.

تمنيت لو أني قلب ينبض في صدر أب لا يأبه للخطر الذي ينتظر أولاده و هو يُرسلهم للمقاومة ويحتسبهم عند الله.

تمنيت وتمنيت ولكن هيهات أن أكون أنا أو غيري من هذا العالم كنسمة هواء في فضاء غزة

فهواء غزة ممزوج بالعنفوان و الشموخ

ونحن وغيرنا رضينا بالذل ورفضته غزة

رضينا بالعبودية ورفضتها غزة

فغزة تحارب عدوا و تدعم قضية ونحن غارقين بحروب بعضنا البعض تفكيرنا محصور بالمادة و الطائفية و لقمة العيش و العمل للدنيا

وغزة قضيتها أسمى وأجل قضيتها مرتبطة بالسماء ونحن لا قضية لنا