مدار الساعة - لقمان إسكندر - الليلة وضعت الإدارة الأمريكية بصورة رسمية شاهدا على قبر الدولة الفلسطينية التي كانت منشودة، وكتبت عليه: هنا يرقد حلم العرب.
لهذا علينا أن نقلق من قرار الإدارة الأمريكية أن المستوطنات الإسرائيلية لم تعد تتعارض مع القانون الدولي.
ولهذا يصبح القرار الامريكي الجديد أخطر بحيثياته وتنفيذه على الأرض من قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده الى القدس المحتلة.
للقرار مخاطر كبرى على الفلسطينيين وهي اكبر على الأردن، بل والمنطقة.
أما الفلسطينيون، فكعادة السلطة الفلسطينية لن تنفعل مع القرار، الا بالصراخ والوعيد، وربما ستصدر للمرة الالف قرارا بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.
في الحقيقة، سارعت السلطة في وصف القرار بالباطل، وأنه يتعارض مع "شيء ما" في القانون الدولي.
صار ترامب يعرف حجم ردود الفعل الفلسطينية والعربية، سواء الحزبية المؤسساتية منها او الرسمية. الطرفان سيصدران بيانات بالجملة.
هو نفسه - أي ترمب - سخر من التحذيرات التي تلقاها قبل نقل السفارة الى القدس. لهذا قالها لاحقًا وهو يتفاخر: "ألم أقل لكم. انظروا لم يحدث شيء".
لقد صدّقت ظن الرجل في الحكومات العربية. نفخنا صدورنا، وكتبنا بعض الكلمات الغاضبة، ثم تناولنا عشاءنا بهدوء، إلا من قرقعة الصحون.
صحيح أن للقرار تبعات على المدى المتوسط لن يطيب لترامب رؤيتها. أما اليوم، فسنختبر نفخ الرئيس الامريكي أمام جمهوره الإنتخابي الذي سيصفق طويلا للزعيم، ويقهقه على نكته المذلة عنا.