بدأت القصة عندما تداول أردنيون أرقاما تتحدث عن ان نسبة الفقر بينهم تصل إلى نسبة 56 في المئة. حينها سارعت الحكومة برقمها "8 الاف فقير"، برغم ان الاحصاءات العامة قالت ان أرقامها جاء احتفالا بمرور ٧٠ عاما على تأسيس الدائرة، ثم اضطرت إلى الدخول في التفاصيل.
والتفاصيل هنا تتحدث عن الفرق بين الجائع والفقير. هنا وكعادتها ستدخلنا الحكومة في متاهة المصطلحات، بينما المعنى اشد فظاعة. بين من لا يكاد يجد لقمته ليموت، وبين لا يجدها ويموت.
الرأي العام على التواصل الاجتماعي كعادته ادلى بدلوه الساخر. الناس كالعادة لا تكترث بالأرقام. لا ارقام الحكومة، ولا احتفاليات صندوق النقد الدولي حول براعة الحكومة في قيادة الاقتصاد الوطني المنهار.
دأب الناس على الكشف عن جيوبهم وما فيها من دنانير وهم يستمعون الى تصريحات المسؤولين. لم يملّوا فقط من المسؤولين وتصريحاتهم، بل باتت تغضبهم، وهم يرونها استخفافا في عقولهم.
بينما الحكومة تريد للجائع أو الفقير – لا فرق - ان يشعر بالشبع ما تقدمه الحكومة من أوهام لهما.