مدار الساعة - بعد حقبة الانفجار الفنّي الكبير في عشرينيات القرن العشرين وتمازُج أشكال التعبير بتأثير كشوف اللاوعي لدى فرويد وعوالم العقل السرّي لدى غوستاف يونغ، ذاك العقل الليلي الشاسع والغامض والكوني المشتمل على الأحلام والجنون والظهورات؛ بعد هذا الانفجار الفنّي الكبير، اقتربت الكتابة الشعرية من الرسم، بل كاد الشعر ينفصل عن عالم الأدب لينتمي إلى عوالم التشكيل.
هكذا لا نكاد اليوم نعثر - في بلدٍ كفرنسا - على شاعر لا يمارس التشكيل بل أحياناً يختلط علينا الأمر؛ هل هو شاعر يمارس الرسم أم هو رسّام يعاني الكلمة؟
الشاعر الفرنسي جوستان ديلارو من هذه الأرومة الشعرية؛ فقصيدته تتّكئ على بلاغةِ ونحوِ العقل السرّي أكثر ممّا هو نحّات لغة. يمارس دولارو الرسم والشعر بنفس الروحية؛ شعره تلميحٌ وتقطيع وكولاج تعابير وكلشيهات، ولكنها مستلّة من سياقاتها... هنا بعض من فقراته الشعرية، من نصّه "الفخاخ" الصادر في 2016 مترجمةً إلى العربية؛ جملٌ وكلمات ومقاطع منفصلة، وعلى القارئ أن يعيد إبداعها.
■ ■ ■
العربي الجديد