مدار الساعة - نظمت وزارة المياه والري، والمعهد الفيدرالي الألماني لعلوم الأرض والمصادر الطبيعية، احتفالا بمناسبة مرور 60 عاما على التعاون الأردني الألماني، ولإطلاق دراسة "تقييم مصادر المياه الجوفية في الأردن"، اليوم الخميس في المركز الثقافي الملكي.
وأثنى وزير المياه والري المهندس رائد أبو السعود خلال الاحتفال على الجهود التي يبذلها قطاع المياه بالتعاون مع المؤسسات الالمانية، لتجاوز التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع.
وأكد أبو السعود، أهمية اجراء الدراسات والتوصل الى نتائج تبين واقع المياه الجوفية، في ظل ازدياد الطلب واستمرار تأثير التغييرات المناخية والاثار المستمرة للجوء السوري، خاصة على مناطق الشمال والحاجة الى مصادر مائية لكافة الاستعمالات.
وأشار الوزير، إلى أهمية وجود نماذج للمياه الجوفية لاستخدامها كأداة مهمة لاتخاذ القرارات اللازمة، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود والتعاون لإعداد دراسات متخصصة توفر معلومات موثقة لواقع مصادر المياه، من اجل القدرة على وضع السياسات والاستراتيجيات والخطط التي توائم الواقع المائي في البلاد.
واضاف، ان الوزارة تسير قدما باتجاه تحقيق الاستراتيجية للإدارة المتكاملة للمصادر المائية وجذب المزيد من الاستثمارات، لتطوير القطاع وادواته وتنفيذ عدد من المشاريع الكفيلة بتحقيق الامن المائي، مبينا ان الحكومة والمؤسسات الالمانية تعمل مع قطاع المياه منذ العام 1959 في اطار من التعاون البناء، وتقديم المساعدة الفنية والتقنية للعديد من البرامج المختلفة في قطاع المياه، خاصة وان المانيا تعتبر من الشركاء الرئيسيين في تقديم الدعم لقطاع المياه وغيرها من القطاعات المختلفة.
من جهتها، افادت نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الالمانية في الأردن برنكهورست، بان المانيا قدمت ما يزيد على 800 مليون يورو خلال عام 2019 كدعم للأردن، والمعهد الفيدرالي الالماني لعلوم الأرض والمصادر الطبيعية، وهي أول مؤسسة ألمانية بدأت اوجه التعاون الفني الناجح مع الأردن منذ العام 1959، ما جعل الاردن من اوائل الدول واطولها شراكة مع المعهد، وخاصة فيما يتعلق بمياه الشرب من خلال اعداد تعليمات خاصة لحماية مصادر المياه، مؤكدا ان قطاع المياه يعد مجالا رئيسيا للتعاون الانمائي الالماني الاردني، وستستمر المانيا بتقديم المزيد من الدعم للمساهمة في مواجهة التحديات المتعددة. وعرض امين عام وزارة المياه والري امين عام سلطة المياه بالوكالة المهندس علي صبح، ورئيس المعهد البروفيسور رالف، مجالات التعاون الأردني الألماني منذ عام 1959 الى الآن في كافة انحاء المملكة، واستعرضا عددا من الامثلة مثل انشاء مبنى سلطة المصادر الطبيعية، وعمل المسح الجيولوجي للاردن، واستكشاف آبار المياه الجوفية، ودعم الدراسات والابحاث لاستغلال مناطق استخراج واستغلال الفوسفات، ودعم البحوث والدراسات المتعلقة بمصادر استخراج الصخر الزيتي و كذلك الدعم المستمر لقطاع المياه.
وقدم خبراء في قطاع المياه والمعهد عرضا لنتائج دراسة تقييم المصادر المائية الجوفية في الأردن حيث تم الكشف عن الدراسة التي قيّمت كافة أحوض المياه الجوفية في الأردن من الناحية الكمية والنوعية كما وتم عمل تقييم للينابيع وعمل نموذج رياضي للمياه الجوفية في الأردن وخارطة حساسية المياه الجوفية.
واستعرض الخبراء أبرز ما خلصت إليه الدراسة حال الينابيع والتي تبين من خلال الدراسة أن معدل تصريف الينابيع عام 1970 حتى العام الحالي تراجع الى اقل من 50 بالمئة. أما فيما يتعلق بأحواض المياه الجوفية، فقد بيّنت الدراسة انخفاض سطح المياه الجوفية من 50-100 متر في العقدين الماضيين حيث ينخفض سطح المياه الجوفية بمعدل 8 امتار في السنة.
وتضمن الحفل إطلاق التعليمات المعدلة لتعليمات المصادر المائية لسنة 2019 حيث يهدف هذا التعديل بشكل رئيس إلى إضافة السند التشريعي لتضمين خارطة حساسية المياه الجوفية للتلوث والأحكام المتعلقة بها حيث أن هذه التعليمات وضعت لتسهيل القرارات المتعلقة عند ترخيص أي منشأه أو نشاط أو مشروع من شأنه تهديد نوعية مصادر المياه واستخدامها في تحديد استعمالات الأراضي والمخططات الشمولية للمملكة.
حضر الحفل، رئيسة الجامعة الالمانية الاردنية الدكتورة منار فياض، ومديرة الوكالة الالمانية للتعاون الدولي في الاردن فرواكا نويمان، وأمين عام سلطة وادي الاردن المهندس علي الكوز، ونائب امين عام سلطة المياه فراس العزام، وعدد من المسؤولين وجمع من مختلف القطاعات والمؤسسات ذات الصلة والمعنية بالمياه والأكاديميين والخبراء.
