على صعيد وزارة الشباب التي عملت فيها وعند تحولها الى "المجلس الأعلى للشباب"، نحو خمسة عشر عاماً وتحديداً في مديرية العلاقات العامة والاعلام، ظل التواصل حينما انتقلت الى وكالة الانباء الاردنية "بترا"، في زيارات ومشاركات في النشاطات، وتقديم التهاني لكل من تولى قيادة المجلس الوزارة.
أمس، كنت في زيارة الى وزارة الشباب، بعد انقطاع دام أكثر من عام، لسبب لا اريد الكشف عنه.
لم تكن زيارتي هذه المرة، كون وزيرها الشاب الدكتور فارس البريزات إبن القبيلة، لأن قناعتي كمواطن، ان الوزير وزير وطن وليس وزير منطقة او عشيرة، كما يرى بعضنا او يرى بعض الوزراء والرؤساء.
لذلك، لن اكون مادحاً لهذا الوزيرالشاب، لما سمعت منه وتحدثنا به وما يموج به فكره بواقعية ومنطق، أو على اساس أنه ابن قبيلة بني حميدة التي اتشرّف بها، بقدر ما انظر مع الشباب الاردني الى ما يقدمه الوزير من عمل ملموس، لا مجرد تصريحات وأخبار ملّ منها الاردنيون، وفقدوا الثقة بالمسؤول.
لقد كان الحديث رغم "قُصر الوقت"، عن شباب الوطن وعن هذه الوزارة التي تعد من اهم الوزارات والتي لم يكن لها نصيب الا من تأكيد كُتب التكليف السامي للحكومات بضرورة الاهتمام بالشباب، فكانت ترجمة هذه الكتب، المزيد من تغيير وزراء وأمناء وزارة الشباب، فمنهم من اجحف بحقها وبحق موظفيها وصولاً الى "فتاوى" بالبرامج وتقديم مصالحهم الشخصية على مصلحة العمل الوظيفي.
يأتي وزير الشباب الجديد على وزارة "منهكة"، بعد ان غادرتها كفاءت كثيرة، بإحالتهم الى التقاعد وتجميد بعض اصحاب الخبرة بإلحاقهم في مواقع لا ضرورة لها، او جرّاء "تنقلات داخلية"، كثير منها ليس في مكانها الصحيح، وكذلك الاستعانة بآخرين لم يكن لهم أي اضافة في عمل الوزارة، ولا في ملء الفراغ او ما يمكن تقديمه لتطويرالمهمات التي أتوا من اجلها.
ويأتي الوزير الى الوزارة وهو يسابق الزمن، فهناك استحقاقات وطنية تنتظر الجميع تتمثل بالانتخابات النيابية، فيما وزارة الشباب بكوادرها ومرافقها الواسعة، وبرامجها التي يفترض ان تكون لها مراجعة دقيقة مهما اخذت من وقت، كل هذه الأمور ستكون عبئاً على الوزير قبل غيره، ان لم نقل وحده، باعتباره المسؤول الأول الذي عليه ان يرّتب "البيت الداخلي" وحتى لا يقع في مطبات بعض من سبقوه.
قناعتي الشخصية، ان الوزير البريزات الذي كان لقاؤنا الأول والحديث معه، هذه الزيارة، وبما فهمت منه، وما يتمتع به من ذكاء وخبرة واحاطة بكيفية ادارة اعلام الوزارة، باعتبارالاعلام شريكاً لكل مؤسسات الدولة، وليس فقط ناقلاً لخبر او صورة او تصريح "معاليه"، كما فعل ويفعل كثير من المسؤولين، اقول قناعتي، ان الوزير سيترك أثراً طيباً عند مغادرته، طالت أم قصرت، متمنين له ولكل من يمضي معه التوفيق في خدمة الوطن وشبابه.