مدار الساعة - عواد الخلايلة - يبدو أن معركة مؤتمر لندن لن تمرّ من دون أن يقدم أصحابها كل ما يملكون من أدلة على أنهم كانوا على حق في أن نجاحه ما زال ممكناً، وأن التقصير لم يقع في عاصمة الضباب، بل هنا، في جبال عمان.
آخر العروض المغرية الذي قدّمها الإنجليز للقطاعين العام والخاص الأردنيين هي: إتاحة الفرصة بالحصول على دراسات جدوى اقتصادية استشارية "قانونية ومالية" للمشاريع المستهدفة من بيوت الخبرة في لندن مجاناً.
العرض تقدم به السفير البريطاني مؤخرا لنحو ستين شخصية أردنية، بينهم وزيران هما: "طارق الحموري وزير الصناعة والتجارة ومحمد العسعس وزير المالية، اضافة الى شخصيات اقتصادية عرف منها، ردين قعوار ونديم المعشر ومهند مكحل وكريم قعوار وميشيل نزال واحمد وحمزة طنطش ونور جرار وناديا السعيد.
كالعادة لم يخل اللقاء من قراءة على طرفي نقيض. فبينما وصفه حضور بأنه "اكثر اجتماع في فائدة للاقتصاد الأردني"، شكك آخرون في جدواه، وهي العادة التي أصبحت مرتبطة بالكثيرين ممن لا تتحقق مصالحهم من وراء هكذا لقاءات.
لا اعلم إن كان أحد الحضور قد بالغ، وهو يقول: "من عشر سنوات لم احضر اجتماعا نظيرا له"، لكن هذا وصفه على الأقل، وهو المعروف بغيرته الكبيرة على الأردن وليس على مصالحه الخاصة.
"بلادي لن تتخلى عن الأردن وعلاقتنا مع الأردن استراتيجية"، جاء ذلك في سياق تطمينات السفير البريطاني للحضور.
محور اللقاء جاء للحديث عن الشراكة بين القطاعين العام والخاص الأردنيين، في المشاريع. لكن من استطاع خطف الاضواء هو مدير البي بي بي في الرئاسة "محمود الخشمان".
ربما هذه المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن الرجل، لكن من تحدث عنه افاض في مدحه: "اول مرة أرى شخص جامع العلوم من اطرافه.. هذا الشخص فني مع مضمون".
الخشمان تحدث عن المشاريع المهمة والاخطاء التي وقع فيها الأردنيون فيها بالماضي، ودعا لمعالجتها بطريقة صحيحة". لكن كيف؟
هذه "الكيف" جاءت لتلخص هدف اللقاء. في الوقت الذي لم يبتعد بعض ممن وصفوا بـ "السلبيين" لسؤالهم عن "خصخصة المطار، ومطار ماركا".
كان عصفاً ذهنياً رفيعاً هدفت منه الجلسة الى "الدفع بعملية الاستثمارات الى الأمام، وتحقيق الاستقرار المالي".