مدار الساعة - خاص - لا يبدو أن اسم محمد دحلان سيتوقف عن التردد وسط مستنقعات المخططات والمؤامرات التي تتعلق بأزمات المنطقة.
القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح حاز في حقبة الربيع العربي الحصة الأكبر من الاتهامات لرجل لم يكد يترك شعباً عربيّاً في آسيا أو إفريقيا إلا وأخذ منه حصته من الدم.
يدعى محمد يوسف شاكر دحلان المولود في خريف عام 1961. تسلم مهمات رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في غزة وهناك توثقت علاقته المشبوهة بالاحتلال الإسرائيلي.
يمتلك محمد دحلان سيرة دم كبيرة في حركة فتح. وربما كان هو ابرز من مهّد الطريق لصداقة طويلة بين الاحتلال والحركة.
ورغم أن حركته فصلته بعد تقرير يتعرض لقضايا جنائية ومالية وأحيل للقضاء على إثرها، إلا أن الفصل جاء في سياق الصراع على قيادة الحركة بين دحلان ومحمود رضا عباس، الاسم الاخر الذي توافقت عليه كل من أمريكا وإسرائيل ليكون رئيسا للسلطة الفلسطينية وحركة فتح.
ويجري في عواصم عربية هذه الأيام تسريع عملية خلافة محمود عباس لصالح دحلان، عبر إثارة الفوضى داخل حركة فتح التي تعاني من تشوهات كبيرة منذ سنوات طويلة.
مجددا برز اسم دحلان لكن هذه المرة من البوابة التركية، بعد أن تقدمت انقرة بطلب إلى الانتربول الدولي لإلقاء القبض على الرجل بعد اعترافات لشخصين سبق والقى الامن التركي القبض عليهما بتورط دحلان في قضايا تمس الامن القومي التركي.
ويعتبر دحلان "الصندوق الأسود" في أزمات المنطقة.
وسبق لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن طالب بتسليم القيادي الفتحاوي قائلا: "هناك إرهابي اسمه محمد دحلان هرب، لأنه عميل لإسرائيل"، لافتاً إلى محاولات استبدال عباس بدحلان وان بلاده مطلعة على كل المعلومات.
وكان دحلان استبق الخطوة بظهوره الإعلامي الأخير مع المصري عمرو أديب في إحدى الفضائيات. اللقاء الذي خصص تحديدا للهجوم على تركيا.
وسبق للأمن التركي واعتقل، في نيسان الماضي، شخصين على صلة بمحمد دحلان، واعترفا لاحقا بأن دحلان نفسه طلب منهما التوجه إلى إسطنبول والتجسس على بعض المناطق الحساسة.
وشنّت تركيا قبل فترة وجيزة هجوما عنيفا على دحلان متهمة اياه بالعمالة لصالح الاحتلال الاسرائيلي.
فهل سينجح الاحتلال بمعونة عرب على حشر دحلان في مناعة حركة فتح الضعيفة؟