انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

هذه نتائج الخطاب «المعلّب»..!

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/28 الساعة 00:30
حجم الخط


محلياتالملقي يؤكد استعداد الحكومة لتقديم التسهيلات اللازمة لنمو الاستثمارات ونجاحها
محلياتالملك وخادم الحرمين الشـريفين يبحثان آليات توسيع آفاق التعاون الأردني السعودي بما يخدم مصالحهما المشتركة
محلياتالملك يستقبل المبعوث الرئاسي الروسي .. وقائد القيادة التحويلية لحلف الناتو
محلياتالصفدي : القمة فرصة لاستعادة المبادرة والتوافق على سياسات نحو احتواء الأزمات وتجاوز التحديات
محلياتبالحُبّ... عمّان استقبلت خادم الحرمين
محلياتإعلاميان عربيان: قمة عمان من أهم القمم العربية وتعقد في ظروف بالغة الحساسية
محلياتالـذكرى 51 لتـأسيـس الدستور
محلياتالصفدي: حضور للقادة يعكس الحرص على حقبة عربية جديدة
محلياتالتوقيت الصيفي منتصف ليلة الخميس
اقتصادتوقيع اتفاقيات بقيمة 4 مليارات ريال
عربي ودوليترمب يفكر جديا بنقل السفارة الأميركية إلى القدس
عربي ودوليالجيش السوري يبدأ هجوما مضادا في ريف حماة الشمالي
محافظاتتجدد انهيار سيل جرش والشرطة تحول السير والطريق سالكة بحذر
محلياتالسعودية: المعتمرون المصابون بحادثة تبوك يغادرون إلى الأردن

عمان 8° [صافي] 12:29
[حسين الرواشدة]
هذه نتائج الخطاب «المعلّب»..!
حسين الرواشدة
الثلاثاء 28 آذار / مارس 2017.
عدد المقالات: 2098
wr9@addustour.com
FacebookTwitter

بدل أن نجيب عن سر جاذبية “ التطرف “ بتنظيماته وذئابه المنفردة من خلال عقد المؤتمرات والندوات كان يمكن ان نطرح السؤال المضاد المتعلق بجاذبية الخطاب الديني والسياسي، هذه الجاذبية الموجودة – للاسف – على الطرف الاول والمفقودة على الطرف الثاني، لا يجوز ان تصدمنا فقط، وانما لا بد ان نبحث عن اسبابها ونذهب الى عناوينها الصحيحة اذا اردنا حقا ان نقلع احساك التطرف ونواجه عفاريت الارهاب التي تغلغلت في مجتمعنا .

يمكن ان نفهم المعادلة بمنطق ابسط، فالتطرف الذي جذب قطاعات من الشباب واقنعهم بخيارات عدمية، ثم دفعهم للانتقام من انفسهم ومن مجتمعاتهم لم يكن بمقدوره ان ينجز ذلك الفعل “ الرهيب “ والشاذ لو لم يجد امامه مساحات واسعة وفارغة نتيجة غياب الخطاب والفعل الصحيح الموكول للدولة والمجتمع، وكل ما فعله هو انه ملأ هذا “ الفراغ “ وسحب من الرصيد الديني والاجتماعي ما يريده في غفلة “ الحراس “ الذين توهموا انهم يواجهونه بادواتهم القديمة .

ببساطة اكثر، استطاعت الجماعات المتطرفة ان تفرز خطباءها وتشهر منابرها الاعلامية وشعاراتها لتقدم وجبات “ دسمة “ ومغشوشة لجمهور الشباب المتحمسين للدين، وكان الرد الطبيعي والمفترض ان تنهض مؤسساتنا الدينية لمواجهة ذلك من خلال خطط ذكية يتولاها “ فقهاء “ معتبرون، ومنابر مقنعة واعلام موثوق فيه، لكن ما حصل كان عكس ذلك، فقد تم اقرار استراتيجية مسلوقة لمواجهة التطرف، اعدها موظفون رسميون غير مؤهلين، كما تم فرض “ خطب “ موحدة في ايام الجمعة، ثم اغلقت بعض المساجد تحت شعار “ المسجد الجامع “، فماذا كانت النتيجة ؟ الطرفان : المتطرفون ومن يواجهونهم، يتنافسون على جمهور محدد من الشباب المتدين، واغلب هؤلاء المصابين او الذين لديهم قابلية “للتطرف” لا يذهبون للمساجد، وبالتالي فان تجريد المساجد والمنابر (والخطاب الديني بشكل عام ) من جاذبيته وقدرته على الوصول والتأثير والاقناع سيصب – بلا ادنى شك – في رصيد “ خطاب التطرف “ وسيسحب اعدادا من الجمهور الذي يبحث عن ضالته في المساجد لحساب منابر اخرى يقف عليها خطباء يروجون لثقافة التطرف والتكفير والقتل، وبالتالي فان هذه الاعداد المنسحبة التي يخسرها طرف الاعتدال، ستذهب الى الطرف الاخر الذي نعلن الحرب عليه، لاننا عجزنا –بقصد او من غير قصد – عن فعل ما يجب علينا ان نفعله، او لاننا ركبنا رؤوسنا وتصورنا ان منطق الاكراه والاستعلاء هو الاسهل لحماية مجالنا الديني، او ان الخطاب المعلب هو البديل الافضل لمواجهة الخطاب الاخر .

النماذج الخطأ التي وصلتنا لمواجهة حالة ( ظاهرة ان شئت ) التطرف لا تقتصر فقط على “ الخطبة “ الموحدة الموجهة من الطرف الرسمي لجمهور المصلين والمستمعين في المجال العام، هذه التي ساهمت في تحويل المساجد من بيئة جاذبة الى بيئة طاردة، فهناك نماذج اخرى منها الحصار الذي تتعرض له كليات الشريعة بعد اقرار معدلات عالية للقبول فيها، وهناك الاولويات المعكوسة التي تتبناها المؤسسة الدينية من قبيل تقديم بناء المزيد من المساجد على توفير تدريب الائمة والخطباء لالاف المساجد التي تعاني من نقص هؤلاء، او الاعتناء بقضايا مثل محاسبة غير الملتزمين بالخطب الموحدة على حساب رفع مستوى معيشة الخطباء ومكافأة المميزين منهم .... وهكذا.

السؤال الذي يمكن ان يطرح بقوة هو : من يتولى ادارة الشأن الديني، وما هي الإستراتيجية التي تتبناها الدولة لمواجهة التطرف..؟ الاجابة بالطبع تحتاج الى مساحة اكبر للشرح والنقاش، لكن ما يمكن ان اسجله هو ان مجالنا الديني يعاني من حالة من الفوضى والارباك، فنحن لا نعرف من هم الفاعلون فيه، ولا يوجد مرجعية موثوق بها يمكن ان نعود اليها، كما ان التعامل معه غالبا ما يتسم بالارتجال والشخصية وغياب التخطيط والشراكات الحقيقية بين الرسمي والشعبي، الامر الذي ولد حالة غريبة من الشك والانسحاب والعزوف من قبل الجمهور المتدين عن الخطاب “ المعلب “ والجاهز، وهذا ما حصده المتطرفون الذين ينتظرون مثل هذه الهدايا المجانية.


الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/28 الساعة 00:30