شابان في مقتبل العمر استوقفانا، احدهما يحمل الحطة الحمراء الاردنية "الشماغ المهدّب" .. طلب منا ان نلبسه "الشماغ" على طريقة "التلفيع" أي دون عقال وكأنه في ليلة "كانونية"، مع ان الجو جميل وشاعري على رأي الفنان العراقي الكبير كاظم الساهر في اغنيته الشهيرة.
تصدى للمهمة بكل ثقة الدكتور الحجايا وقام بها خير قيام.. اسعدتهما وأسعدتنا .
فات عليّ نباهة المصور الصحفي، والزميل الحجايا يلبس الاسباني الحطة الاردنية التي كان مسروراً بها كثيراً، فتداركت على الفور بالتقاط صورة تجمع ضيفي الاردن مع الدكتور" أبي عاصم" فزاد سرور السائحين الاسبانيين.
غادرانا ليواصلا سيرهما فودعتهما مازحاً بعبارة " سلّمو على ميسي " فضحكنا جميعاً .
لقد تبادر لأذهاننا نحن الاردنيين، كيف يواصل السائحون زيارة بلدنا السياحي بامتياز، وبيننا من يستهدفه بتطرف وغباء ليشوّه صورته النقية وصورة شعبه الطيب الكريم، فهذان السائحان وغيرهما من القادمين من مختلف ارجاء العالم يزورون الاردن بمختلف أماكنه السياحية وكأنهم يردون على حادثة جرش التي أقدم فيها شاب قبل ايام، وعلى غير هدى بطعن سياح ومواطنين اردنيين على حد سواء.
ولعل تزامن تدفق الزوار الاجانب، على وجه الخصوص، الى الاردن، مع مرور أربعة عشر عاماً على تفجيرات عمان، ما يؤكد ان السياحة أقوى من الموت .
حمى الله الاردن .