أما النقد الذاتي، فيكون بتقييم الشخص لأدائه او تجربته الشخصية ، ومعرفة أسباب النجاح وتعزيزها ، وجوانب الفشل والاعتراف بها وتلافيها .وغالبا ما يكون النقد الذاتي بعد فشل التجربة ، كأن يكون بعد هزيمة عسكرية ، أو فشل سياسة تربوية او اقتصادية معينة . وهذا النوع من النقد أي النقد الذاتي هو دليل شجاعة لدى الناقد لأنه لا يعفي نفسه من المسؤولية كما يفعل الكثيرون الذين يزيحون مسؤولية الفشل عن كواهلهم ويلقون بها على الآخرين . ان معظم النقد الذي نشاهده على صفحات وسائط التواصل الاجتماعي بعيد كل البعد عن صفات النقد الموضوعي ، لأنه نوع من الأحكام الانطباعية او المزاجية التي لا يحكمها ضابط علمي أو اخلاقي ، ولهذا يمارسها كل من هب ودب ، وبدون أن يمتلك الناقد منهم المؤهلات العلمية أو المنهجية التي تؤهله لإصدار الأحكام على الآخرين .
ان ما يمارسه الكثيرون باسم النقد هو أقرب ما يكون للتشهير واغتيال الشخصية منه الى النقد الحقيقي. فالنقد الحقيقي له أصوله وقواعده العلمية والمنهجية ويعتمد في أحكامه على معلومات دقيقة وليس على ألأهواء والرغبات أو الميول الشخصية ، أو على الإشاعات والأقاويل المغرضة . لهذا يجب أن نميز مابين النقد البناء الذي غايته معرفة الحقيقة أو الاصلاح والتقويم ، وما بين النقد الهدام ، الذي يهدف الى التشهير بالناس والإساءة الشخصية لهم وتشويه سمعتهم من خلال التركيز على جوانبهم السلبية وتضخيمها حتى لو كانت بسيطة وغض النظر عن مزاياهم الايجابية مهما عظمت من خلال تسفيهها وتقزيمها والتقليل من أهميتها ، ولذلك لابد من ضوابط لحرية التعبير بما يكفل المحافظة على أمن الوطن وعلى السلم المجتمعي وعلى كرامات الناس وخصوصياتهم .