الكاتب: زيد النوايسة
أرشیف الحكومات الأردنیة لا یحتفظ بحالات استقالة انطلقت من فكرة تَحمل المسؤولیة السیاسیة والأخلاقیة وإن كانت بحد ذاتها دلیل شجاعة ویستحق من یقدم علیها على ندرتهم الشكر والثناء لأنها تشكل رسالة إیجابیة للناس بأن هناك من یملك شجاعة التخلي عن الموقع الوزاري عندما یشعر بالقصور أو التقصیر في أداء مهامه التي أقسم على أدائها بأكمل وجه، بالرغم من أن كلفة ترك الموقع الوزاري على ما یحمل من بریق وأهمیة استثنائیة في ذهنیة المواطن الأردني أمر جلل وخسارة كبیرة.
ضمن هذا السیاق یمكن فهم وتبریر استقالة وزیر التربیة والتعلیم وزیر التعلیم العالي من حكومة الدكتور عمر الرزاز ویبدو أن الاستقالة على ما تسرب من مقربین من الوزیر المستقیل بالرغم من احتجابه عن التعلیق ومغادرة منصات التواصل الاجتماعي قدمت من أسابیع وجاءت نتیجة خلافات متراكمة مع رئیس الوزراء في ملفات مهمة ولعل أبرزها وأهمها ملف اضراب المعلمین الذي استمر لمدة شهر كامل والذي ربما كان أخطر وأكبر أزمة تواجه الإدارة العامة الأردنیة عبر 98 عاما من عمر الدولة.
استقالة الوزیر الاستباقیة على ما یقول المصدر الحكومي تطرح سؤالاً جوهریاً هنا وهو أن الحكومة تحمل الوزیر المستقیل لوحده مسؤولیة الإخفاق في حل أزمة الإضراب وهذا یعني أن الوزیر تصلب في فرض رأیه في أزمة خطیرة مست كل بیت أردني وحال دون الخروج بتسویة وكأنه صاحب القرار الأوحد في التعاطي مع قضیة بهذا الحجم وبالضرورة یعني أننا تجاوزنا المسؤولیة السیاسیة والأخلاقیة للمسؤولیة القانونیة التي تفرض على كل من تصلب وأخفق في حل هذا الأزمة المساءلة ولیس الاكتفاء بالاستقالة أو الإقالة فقط إذا ما فهمنا تصریح المصدر الحكومي في السیاق الذي جاء فیه.
الغد