انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

فيصل الفايز يتحدث بصراحة: الانطباع السائد اليوم اننا نعيش بدولة مأزومة اقتصادياً، ومنخورة ادارياً ومبيوعة مقدراتها ومنهوبة ثرواتها من فاسدين

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,دائرة الإحصاءات العامة,دائرة الموازنة العامة,خزينة الدولة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/30 الساعة 14:49
حجم الخط

مدار الساعة - قال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ان الاردن تمكن من تجاوز جميع التحديات التي اعترضت مسيرته بفضل مؤسسة العرش الهاشمي صاحبة الشرعية الدينية والتاريخية التي نقلت المملكة الى دولة مؤسسات راسخة .

واضاف في كلمة القاها نيابة عنه العين صخر دودين خلال افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي الثالث الذي تنظمه رابطة علماء الاردن بالتعاون مع الجامعة الاردنية امس الثلاثاء ان الجيش العربي يعد ركيزة اساسية في استقرار الدولة الاردنية مؤكدا ان الجيش العربي تمكن من ايجاد اطار جامع لكل الاردنيين.

واشار الفايز الى دور العشائر والعائلات الاْردنية في المحافظة على الوحدة الوطنية وتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي في المملكة .

وعرض رئيس مجلس الاعيان التحديات التي واجهت المملكة منذ نشأتها ولغاية الان مؤكدا ان الاردن نجح في تجاوز كافة التحديات بفضل قيادته الحكيمة ووعي شبعه الذي ضرب اروع الامثلة في التماسك والتعاضد خصوصا في وقت الازمات .

واشار الى ان الانطباع الذي كان يسود بعد كلِ تحدٍ من هذه التحديات خصوصاً خارج الاْردن ان المملكة على وشك الاقتراب من نهايتها وانه لن تصمد امام هذه التحديات العاصفة والحرجة.

واكد الفايز ان الحقيقة الماثلة امام الجميع هي ان دولاً كبيرة وغنية فقدت انظمتها السياسية وقد ودمرت إمكانياتها وطاقاتها وظل الاْردن قوياً متماسكاً وصامداً بعون الله وبحمده

وقال ان التحدي الماثل امام الاْردن اليوم فيتمثّل بسيطرة الانطباع بدل الحقيقة على مزاج الاردنيين هذه المرة ، حيث كانت انطباعات الماضي من خارجه وليس من مجتمعه الداخلي ، الذي ظل متماسكاً موحداً وصلباً ضد كل التحديات.

واضاف ان الانطباع السائد اليوم ، اننا نعيش بدولة مأزومة اقتصادياً ، ومنخورة ادارياً ومبيوعة مقدراتها ، ومنهوبة ثرواتها من فاسدين أثخنوا حرابهم في جراحها وأمعنوا بالسرقة لدرجة وصم الاْردن كله بالفساد.

وتابع " تم بناء هذا الانطباع اثناء وبعد ما نسميه اصطلاحاً بالربيع العربي ، وتغيّر بناءً عليه المزاج العام للناس ، واسهمت وسائل التواصل الاجتماعي بتغذية هذا الانطباع وتضخيمه وتكريسه في العقول والأذهان لدرجة ان العقل العربي والاردني بطبيعة الحال اصبح عقلاً منقاداً تماماً نحو الإشاعة السلبية السوداوية وأقرب لتصديقها بل وتبنيها وإعادة بثها ونشرها".

وزاد الفايز " شاهدنا تجليات هذا العقل المستقيل المنقاد بأشكال متعددة ، عبر جزء منه عن نفسه بأعمال متطرفة ارهابية ، وعبر جزء اخر عن نفسه من خلال تشكيل جيوش الكترونية تبث الإشاعة الهدامة وتنخر في جسد المجتمع وتقتات على اغتيال الشخصية والعبث بالنسيج الاجتماعي ... واما الجزء الثالث فهو الذي آثر التحرك على الارض من خلال حراكاتٍ ووقفات احتجاج او اعتصامات او إضرابات تؤدي في نهاية الامر الى حالة من العصيان المدني وشل مؤسسات الدولة.

وبين ان الانطباع اعلاه يتلخص بأن مقدرات الوطن قد بيعت بالكامل وقبض الفاسدون ثمنها ، لذلك ارتفعت المديونية الى ما يقارب ال ٤٠ مليار دولار.

واكد الفايز ان الحقائق الموضوعية المستندة لأرقام دائرة الإحصاءات العامة ودائرة الموازنة العامة فتقول شيء اخر قد لا يعجب الغالبية العظمى من الناس.

وقال انه منذ احتلال العراق عام ٢٠٠٣ وحتى يومنا هذا ، خسر الاْردن مبلغ 5ر1مليار دولار سنوياً واضطر لاستدانته سواءٌ من الداخل او من الخارج وبحسبة بسيطة لمجموع هذه المبالغ لتاريخه ، وهي ١٦ عاماً ، نكون قد أستدنّا ٢٤ مليار دولار ، أضف اليها ثمن تمويلها وفوائدها فيتخطى الرقم ٣٠ مليار دولار ناهيك عن خسارة بحدود 5 مليار دولار نتيجة توقف ضخ الغاز المصري الذي كان الاخوة في مصر يزودونا به بأسعار تفضيلية جداً وبذلك تصل المديونية الى حدود ٣٥ مليار دولار.

واضاف " أضف على كل هذه التطورات كلفة استضافة الاردن لمليون 350 الف سوري وكلفة إغلاق حدودنا البرية منذ عام ٢٠١١ مع سورية التي تمثل رئة للاقتصاد الاردني ومعبراً وممراً لبضائعنا خصوصًا بواكير الأغوار من الخضار والفواكه لاوروبا الشرقية عبر تركيا ، ومن جهة ثانية إغلاق المعابر الحدودية مع العراق الذي بنيت معظم صناعات الاْردن على أسواقه مع شبه إغلاق للأسواق الخليجية لمنتجاتنا.

وتابع " كل ما جاء اعلاه يوصل الدين العام الى ما وصل اليه طبعاً من ينكر وجود فساد وسرقات وترهل ومحسوبية ، كمن ينكر الشمس في رابعة النهار فهذا امر ملموس وواضع للأعمى ، ولكنه ليس السبب الرئيسي في وضعنا الاقتصادي الذي نمر به ، وانما هو احد العوامل كما بينا اعلاه "

وقال " يظل الان الحديث عن بيع مقدرات الوطن ، ويستحضرني دائماً الانطباع السائد ببيع المطارفما لا يعلمه كثيرون بكل اسف ، ان كلفة إنشاء المطار وتجهيزاته بلغت اكثر من ١،٥ مليار دولار ، وان خزينة المملكة لم تدفع فلساً واحداً منها بتلك الكلفة ، ولكنها وقّعت على اتفاقية BOT بحيث تمكّن الشركة التي موّلت بناء المطار بإدارته لمدة ٢٥ سنة مقابل تزويد الحكومة في تلك الأثناء نسبة ٥٦٪؜ من مجمل الإيرادات ، وبغض النظر عن الربح او الخسارة التي من الممكن ان تتعرض لها الشركة . وفي نهاية ال٢٥سنة تعود إدارة المطار للحكومة ، ان شاءت جددت العقد بشروط جديدة او ان شاءت ادارته هي بطريقتها"

واضاف رئيس مجلس الاعيان " المطار مملوك بالكامل للخزينة ، ويشكل اليوم مركزاً مالياً رابحاً وداعماً للخزينة لعشرات الملايين من الدنانير سنوياً ، بعد ان كان مركزاً للعجز المالي وسوء الخدمة المقدمة في حينها ... وكذلك الامر بالنسبة للميناء في العقبة"

وفيما يتعلق بشركات الاتصالات قال الفايز " ان شركات الاتصالات التي تباكى على خصخصتها الكثيرون ، فانه من كل دينار يدفعه اَي منا لتلك الشركات ، يذهب اكثر من ٧٥ قرشاً فوراً لخزينة الدولة على شكل ضرائب وبدل خدمات دون ان تتكلف الدولة قرشاً واحداً من اموال الخزينة لبناء شبكات الاتصال الالكتروني وتطوير اجهزتها ورفع كفاءة ادارتها وخدمتها للجمهور" .


واضاف " لو قمنا بعمل مقارنة بين موازناتنا خلال السنين القليلة الماضية وبين تلك التي كانت في ثمانينات او تسعينات القرن الماضي ، فسوف نرى بوضوح ان حجم المعونات والدعم المباشر للموازنة العامة انخفض من ٣٥٪؜ في القرن الماضي الى اقل من ٦٪؜ هذه الايام وان موازنات السنين الماضية بدأت تؤشر لقدرتنا كدولة وكاقتصاد على تساوي نفقاتنا الجارية مع إيراداتنا المحلية ، بمعنى اننا بتنا نغطيها منا داخلياً دون اللجوء للاقتراض ودون اللجوء لطلب الدعم والعون والمساعدة"

وتابع " لذلك فملخص الحقيقة اننا دولة ذات مصادر وموارد طبيعية محدودة ، وان جهازنا المدني والعسكري بالمقارنة مع عدد المواطنين القادرين على العمل ، يعتبر ضخماً وأكبر من النسب المعقولة في العالم . ومع ذلك فقد أصبحنا اليوم قادرين على تغطية مصاريفنا من خلال إيراداتنا المحلية" .

واكد رئيس مجلس الاعيان ان التحدي الذي يواجه الاْردن اليوم والذي لا يقل أهمية عن التحدي الاقتصادي هو كيفية اعادة الثقة بين المواطنين والدولة ، والعودة للبحث عن الحقائق الموضوعية عوضاً عن الانقياد الأعمى للانطباع المبني على تصورات معظمها غير موضوعي وكاذب في كثير من الأحيان بكل اسف .

مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/30 الساعة 14:49