مدار الساعة - تابع الفلسطينيون بشغف كبير الأحداث الجارية في لبنان، واستمرار الفعاليات الشعبية الغاضبة من أداء الحكومة اللبنانية.
وساند الفلسطينيون الشعب اللبناني في اعتصاماته، وعلى النقيض من ذلك ظلت الفصائل الفلسطينية حبيسة الأنفاس مما يجري في الميادين اللبنانية، حيث أن أغلب تلك الفصائل لها علاقات متعددة مع الأطراف في الدولة اللبنانية.
وخلال أيام الاعتصامات شارك عدد من اللاجئين الفلسطينيين في المظاهرات، ورفعوا العلمين الفلسطيني واللبناني، كما أن بعضهم وجه رسائل غاضبة وناقمة على حركتي فتح وحماس، نتيجة استمرار الانقسام.
والبداية من حركة حماس، فقد صرح رئيسها إسماعيل هنية بأنها تقف مع لبنان في الحرائق التي اندلعت في البلاد، وخلفت قتلى وجرحى، فيما لم يُشير هنية لما يجري من اعتصامات واحتجاجات في المدن اللبنانية.
أما حركة فتح، فقد قالت في مقابلة حصرية: إنها لا تتدخل في شؤون الدول العربية وتحديدا الدول المحيطة وتحترم ما يصدر من بيانات رسمية أو شعبية أو حتى حزبية، لكنها أشارت إلى تعاطفها مع مطالب الشعب الفلسطيني.
وأوضحت فتح، أن موقفها ثابت وأن بوصلتها فقط القدس، وليس العواصم العربية، مبينة أن ما يجري في لبنان شأن داخلي لا يجب على أي شخص "غير لبناني" أن يتدخل به، مشيرة إلى أن الفلسطينيين لم يتدخلوا في احتجاجات لبنان.
أما الجبهة الديمقراطية، فقد أعلنتها صراحة، أنه تم الاتفاق بين كل الفصائل الفلسطينية، وبالإجماع على عدم المشاركة في الاحتجاجات اللبنانية.
وقالت مكتب الجبهة في بيروت خلال مقابلة حصرية، إن الكثير من المصطادين في الماء العكر، الذين يحاولون تحميل الشعب الفلسطيني بعض الأمور التي ليس له علاقة بها، وقد حصل ببعض المناطق أن حصلت ارتباكات وألصقت التهم زوراً بالفلسطينيين، لذا فإن الفلسطينيين لن يشاركوا في هذه الاحتجاجات أو حتى فصائلهم.
وتواصلنا مع حركة الجهاد الإسلامي المقربة من حزب الله اللبناني، واكتفت بعدم التعليق، حيث قال أحد قاداتها إن لبنان دولة عربية شقيقة للفلسطينيين، وما يحدث فيها هو لا يعني الفلسطينيين.
أما الجبهة الشعبية، والذي يعتبر الفصيل الثاني الأقوى في منظمة التحرير بعد فتح، فقد أكدت في مقابلة حصرية، أنها تتابع بقلق ما يجري في لبنان، وتأمل عودة الهدوء إلى الشارع اللبناني في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها اللبنانيون والمنطقة ككل.
وفق تعقيبه على ردود الفصائل، تحدث المحلل السياسي، يونس أنور، وقال إن الفصائل استوعبت دروس الماضي، ففي السابق تدخل الفلسطينيون في شؤون غيرهم ما أثر سلبا عليهم.
وأضاف أنور في مقابلة حصرية، أن الفلسطينيين تدخلوا لصالح صدام حسين في غزوه للكويت، وكذلك تدخلوا في أزمات لبنان وحربها الأهلية ما أدى لطرد منظمة التحرير من بيروت، وفي العهد الحديث تدخلت حماس بثورة مصر واقتحمت السجون، وساندت محمد مرسي، ما أدى لعزلها، قبل أن تعتذر للدولة المصرية.
وأكد أن الوضع الراهن في المنطقة العربية دقيق وحساس ويحتاج دبلوماسية عالية في التعاون، لذلك نرى حركة فتح في مواقفها متوازنة ولا تخرج لتنتقد أي دولة أو حزب عربي ودولي، وانما تلتزم بالقضايا الفلسطينية الداخلية.