مدار الساعة- نشر موقع “المصدر” الإسرائيلي الناطق باللغة العربية تقريرا عن اغتيال القيادي في حركة حماس مازن فقها على يد مجهولين بمدينة غزة الجمعة, مشيراً إلى أن حركة حماس صدمت من حادثة الاغتيال, متسائلاً “هل ستُشعل هذه الحادثة المنطقة وتؤدي إلى أن يستجيب قيادي الحركة الجديد، يحيى السنوار، بإطلاق القذائف أكثر؟ “!
منذ الأيام الماضية يقول الموقع يدور في قطاع غزة تحقيق لمعرفة مَن المسؤول عن اغتيال القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس، مازن فقهاء. وتفحص حماس هل إسرائيل مسؤولة عن الاغتيال؟
ويحاول التقرير التملص من المسؤولية وراء حادثة الاغتيال إذ يقول إن هناك “ادعاءات” في حماس أن إسرائيل كانت معنية جدا في اغتيال فقهاء، لا سيما لأنه كان مسؤولا عن خلية إرهابية حمساوية في الضفة.
ويقدر خبراء عسكريون إسرائيليون أن الحديث يدور، على أية حال، عن اختبار أول لزعيم حماس الجديد في قطاع غزة، يحيى السنوار – الذي عليه الآن أن يقرر: هل يجب إبداء رد لاذع أكثر وإطلاق المزيد من القذائف صوب المدن الإسرائيلية أو التجاهل خوفا من تأثيرات حملة عسكرية قد تحدث في أعقاب هذه الحادثة؟ يقدر خبراء في غزة أن السنوار لن يرد في الوقت الراهن – ولكن قد يأتي الرد في وقت لاحق.
وخلال بيت العزاء في مدينة طوباس بالضفة الغربية حمل والد فقهاء الاحتلال الاسرائيلي باغتياله قائلاً إنه لم يتفاجأ باغتياله ” حذرتنا إسرائيل كل الوقت من أنه يعمل ضدها ويُستحسن أن نطلب منه أن يتوقف عن نشاطه”. وأضاف: “تعرضنا لتهديدات أن الجيش الإسرائيلي قادر على الوصول إلى كل مكان، ولكن مازن أراد أن يموت شهيدا”. وفق التقارير، أطلِقت النيران على فقهاء، بمسدس كاتم للصوت عن قرب.
رغم أنه ليس معروفا من المسؤول عن الاغتيال بعد – تهدد حماس إسرائيل. قال الناطق باسم حماس في غزة، مشير المصري، إن الرد على هذه الجريمة سيأتي لاحقا وإن العدو الصهيوني مسرور قليلا لاغتيال فقهاء ويحاول أن يسجل لنفسه انتصارات وهمية لكنه سيبكي عندما يأتي رد حماس.
اعتقلت إسرائيل فقهاء لأنه كان مسؤولا عن عملية وأرسل إرهابي انتحاري عام 2002، لتنفيذ عملية قتل في خط حافلة رقم 361، قُتِل فيها 9 أشخاص. أدين فقهاء وحُكم عليه لـ 9 مؤبدات، ولكن أطلق سراحه عام 2011 في إطار صفقة جلعاد شاليط وطُرد إلى غزة. منذ ذلك الحين هناك تقارير في السنوات الماضية أن فقهاء كان مسؤولا عن خلية إرهابية في الضفة الغربية وعن التخطيط لخطف الشبان الثلاثة، إيال يفرح، نفتالي فرنكل، وجلعاد شاعر عام 2014.
إن تدخل إسرائيليّ في اغتيال كهذا – إذا تم من قبل عملاء إسرائيليين، قد ينقل رسالة إلى نشطاء حمساويين في الضفة الغربية – هؤلاء الذين كانوا في السجون الإسرائيلية في الماضي والذين يمارسون ما أسماه التقرير “الإرهاب” في الفترة الأخيرة – ويحذر من التورط في نشاطات كهذه، لا سيما عندما تحاول تلك الجهات تشغيل خلايا في الضفة الغربية عن بُعد وإشعال المنطقة.
يشكل اغتيال فقهاء عبئا إضافيا على قياديي حماس وعلى رأسهم يحيى السنوار. على خليفة إسماعيل هنية في قيادة حماس في غزة، أن يواجه الآن ورثة ليست سهلة ذات صلة بالوضع الاقتصادي، الاجتماعي، والتنظيمي في قطاع غزة.
“الواقع في قطاع غزة قابل للانفجار”، قال رئيس الأركان الاسرائيلي غادي أيزنكوت، يوم الأربعاء الماضي، في إحدى اللجان الأمنية في الكنيست. يتذكر الإسرائيليون بالتأكيد كيف بدأت المواجهات السابقة في غزة، ووفق ما يبدو الآن، من المحتمل أن حماس وإسرائيل في طريقهما نحو مواجهة إضافية، وحتى في وقت أبكر من المتوقع.
وكالات