الكاتب: عبدالحافظ الهروط
تُعد الجامعات الاردنية، الرسمية والخاصة منها، المحرك لعجلة التنمية المستدامة للوطن وما تدفع به من خريجين ليواصلوا دورهم في البناء والنهوض بمختلف المجالات، ولكن ما دور الذين على مقاعد الدراسة في الأنشطة اللامنهجية؟
هذه الأعداد من الطلبة هي رديف لمؤسساتنا في تنفيذ المشاريع الحيوية والخدمة العامة، وكذلك التي تظهرعند الأزمات الطبيعية والتحديات المهددة لاستقرار بلدنا وأمنه ومواطنه.
الأمثلة كثيرة، وما انجزته المؤسسات والهيئات المعنية بمشاركة طلبة الجامعات والمدارس، شواهد على الأرض، فمنها ما يتعلق ببناء المنشآت وصيانتها والمرافق الرياضية من ملاعب وجدران استنادية للمدارس، او في الجانب الزراعي، فالغابات في عهد الشهيد وصفي التل حاضرة منذ عقود وهي من المشاريع التي اضافت للأردن جمالاً يضاف الى جمال طبيعته ومناخه المتنوع.
ورغم تعطيل قوى الشباب، حيث انهى مئات الألوف من خريجي الجامعات والمعاهد دون عمل، والذين يواصلون دراساتهم، إلا أن دعوتهم الى اعمال تطوعية او إلحاقهم في برامج منتظمة وتوزيعهم على مهمات كما هو الحال في الحركة الكشفية التي أغفلنا دورها، وفي الدفاع المدني المساند، والتمريض والخدمات المجتمعية، جميع هذه الأمور، وغيرها، كفيلة بأن تحفز في نفوس الشباب العزم وتجعل منهم حالة وطنية فريدة.
قد يكون فصل الشتاء مناسبة لجامعاتنا لتشكيل فرق لها اختصاصاتها بتقديم العون والخدمة المجتمعية والانسانية وخصوصاً ان أزمات شاهدناها في الموسم الماضي وكانت محل انتقاد للحكومة، وعليها مسؤلية كبيرة في كل ما حدث، ولكن ما قدمه أفراد المجتمع، ومنهم الشباب، كان على نطاق محدود او فردي، فقد استشهد من استشهد في عمليات الانقاذ، ومن كُتبت له الحياة تم تكريمه وأكد ان النخوة الاردنية لم تغب عن أبنائنا، وان الاردنيين يظهرون عند الازمات، رغم حالات الاحباط التي تنتاب بعضنا.
لا ادري اذا ما كانت جامعاتنا، أعدت من خلال عمادات شؤون الطلبة فرقاً طلابية للقيام بهذه الأدوار، وما مدى درجة تدريب أعضائها وجاهزيتهم لكل طارئ.
على أن مجلس الادارة الجديد الذي شكلته الجامعة الاردنية لمركز تنمية وخدمة المجتمع، وما ضمه من اعضاء لهم حضورهم في العمل الاجتماعي وخبراتهم الوظيفية، من شأنه أن يجعل انطلاقة هذا المجلس مقرونة بالنجاحات باعتباره مجلساً معنياً بتحريك نحو 50 الف طالب وطالبة في خدمات شتى، وحتى لا يكون هذا الجيش ونظراؤه في بقية الجامعات، جيوشاً تتفرج، وتنتظر الفرج!
الرأي