مدار الساعة - شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرارا على ضرورة السعي لتوطين الوظائف الأميركية، وأثنى على شركة نوكيا الفنلندية لتوفيرها تكنولوجيا الجيل الخامس المتقدمة من خلال مختبرات أميركية، وذلك في مؤتمره الصحفي بالبيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي مع رئيس فنلندا سولي نينيستو.
ودعا ترامب حلفاءه لشراء تكنولوجيا الجيل الخامس من الشركة الفنلندية، وقال "يسعدنا أيضًا أن تقوم الشركة الفنلندية نوكيا -إنها شركة رائعة ورائدة عالمية في تكنولوجيا الجيل الخامس- بتطوير منتجاتها هنا في الولايات المتحدة في معامل بيل (Bell Labs) في نيو جيرسي".
وقد استحوذت نوكيا على معامل بيل كجزء من استحواذها على مجموعة الكاتيل بقيمة 16 مليار دولار في العام 2016.
وإلى جانب مقر نوكيا في إيسبو في فنلندا، تعد معامل بيل مركزًا لجهود البحث والتطوير لتقنيات الجيل الخامس من نوكيا.
وتسمح نوكيا لشركات النقل والعملاء الآخرين باختبار تقنيات الجيل الخامس في البيئات الحقيقية لأعمالهم.
لم يضيع اتحاد عمال الاتصالات في أميركا المعروف اختصار بـ"سي دبليو أي" أي وقت لإصدار بيان للرد على تعليقات ترامب بهدف كسب النفوذ في أي مفاوضات لأعضائه مع الشركة الفنلندية.
وصرحت النقابة بأن نوكيا "تحاول حاليًا القضاء على جميع مثبتي الاتصالات السلكية واللاسلكية الممثَّلين من النقابة عن طريق تهجير الوظائف الجيدة إلى الخارج وإنهاء القوى العاملة الأميركية ذات المهارات العالية".
وأوضحت النقابة أن بعض الموظفين يعملون عن بعد في مراكز الاختبار والتكامل، وأن العديد من هذه الوظائف قد نُقلت بالفعل من الولايات المتحدة إلى رومانيا والهند.
وجاء في البيان أن تعليقات ترامب حول نوكيا خاطئة بخصوص توطين نوكيا للوظائف الأميركية، وينبغي أن يستمع ترامب إلى أعضاء النقابة الذين كانوا في مفاوضات لأكثر من عام مع نوكيا للتوصل لصفقة عادلة لتحافظ على قوتها العاملة في الولايات المتحدة.
وقال أحد ممثلي شركة نوكيا إن "نوكيا توظف أكثر من 14 ألف شخص في أميركا الشمالية وإننا نعامل جميع الموظفين بإنصاف واحترام، بما في ذلك أولئك الذين تمثلهم النقابة. وسنظل ملتزمين بالتفاوض معهم حتى يتم التوصل إلى اتفاق".
واعتبارًا من 2017، كان حوالي 12200 من موظفي نوكيا يعملون في الولايات المتحدة. ورغم أن نوكيا قامت منذ ذلك الحين بتسريح بضع مئات من الأشخاص، فإن الشركة لم تعلن عن عمليات تسريح ضخمة من الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة.
خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم الأربعاء، سُئل الرئيس الفنلندي نينيستو عن شركة هواوي وما إذا كانت معدات الشبكة الخاصة بالشركة الصينية قد تشكل تهديدًا أمنيًا للدول التي تسمح لمقدمي خدماتها باستخدامها، فصرح نينيستو للمراسلين بأن الاتحاد الأوروبي بأكمله ما زال يبحث العلاقة بين تقنية الجيل الخامس والأمن.
وقال إنه ينبغي استكمال تقييم المخاطر في غضون أسبوعين، مضيفا أن الدول الأوروبية لها علاقة مختلفة مع هواوي مقارنة بالولايات المتحدة.
وتابع نينيستو "في أوروبا، ربما يكون الوضع مختلفًا بعض الشيء عن هنا، لأن الشركة الرئيسية التي ذكرتها -يقصد هواوي- موجودة داخل أوروبا جزئيًا على الأقل".
ولا تزال شركة هواوي -أكبر مورد لأجهزة الشبكات اللاسلكية في العالم- متقدمة على إريكسون السويدية ونوكيا الفنلندية في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس.