الخوالدة يكتب: أميتوا الأخبار المفسدة للمجتمع!

بقلم: زيد إحسان الخوالدة

هناك قاعدة شرعية تقول إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح..مثلا إذا علمنا أن نشر خبر معين وقد يكون صحيح وهذا الخبر بنشره نلفت الشباب إلى أمور سلبية ونهدم قيمه وحبه لبلده ..

نسمع بين الحين والآخر أخبار وتقارير وشائعات حقائق والقاسم المشترك فيما بينها التململ والسخط وتقصير المسؤولين !. ما أن يتدحرج اي خبر ليتسارع ويتعملق حتى يرتطم بخبر آخر يلغي الأول أو يمحيه من الذاكرة المجتمعية أو يكون معه كرة أكبر وأكثر تسارعا.. ومع الفقر وارتفاع نسب البطالة يصبح الأمر أكثر سوء ..

إن الدعاية والحرب الإعلامية التي توجه ضد أي مجتمع تنطلق من اهتمامه وقيمه وشيمه وتوجهاته.. فالمجتمع الصناعي يهاجموه بالأخبار الصناعية والمجتمع المالي والإداري يهاجم بنفس مصدر قوته لأنها محور اهتماماته التي تخلق التوتر والذي يدفع الناس نحو تدمير ما بنوه عن غير قصد بتناقل الأخبار..

لكن تغيرت في هذه الأيام الكيفية التي تنشر فيها الأخبار أو توجيه أنظار الناس نحو الجانب السلبي من الحياة.. وقع بالفخ الشخص الطيب والذي يحب بلده بنشر أخبار وتقارير الانحلال الأخلاقي التي تفيد بأن بلدنا الحبيب الغالي وكأنه تحول الى ناد ليلي ..

ماذا يعني لنا نحن ابناء الشعب أن هناك فئة منحرفة ومفسدة في المجتمع علما كل مجتمع فيه مثل هذه الفئات الشاذة.. لا شيء جديد سوى أن البعض نشر السلبي وخدم تلك الأندية الهدامة دون قصد..

وهناك من يعمل في الظلام من أجل تحقيق أهداف خبيثة ..

استغلال حب الناس للبلد وغيرتهم عليها تم توجيهه للإساءة دون قصد إلى بلدهم ..

إن الأردن ليس نادياً ليلياً وليس مجموعة من السكارى من أصحاب الاسباقيات.. وحتى لو انحرف البعض فإنه ذاته لا يقبل أن تنشر الرذيلة على الفيسبوك والتواصل الاجتماعي لأن الله عز وجل أمر بالستر ..وهناك من يعود لجادة الصواب ..

الأردن بلد قائم على القيم والأخلاق الإسلامية وفيه تنتشر المساجد ومراكز الأبحاث العلمية والشرعية والجامعات .. المساجد التي تملأ القرى قبل المدن ولا تكاد تخلو مؤسسة أو شركة من مصليات ..حتى المخابز ودخلات وطرقات الأسواق ..كما هو الحال كل يوم مثلا عند خياطين اللباس العسكري في سوق الزرقاء القديم يصلي المارة في الأزقة هناك لامتلاء المصلى.. نتخير الصلاة في المساجد بين روعة بنائها وأصوات ائمتها في قراءة القرآن .. في الأردن اكبر المؤتمرات والندوات الدينية ومسابقات قراءة القرآن وغيره من شؤون الحياة والاداب والسلوك الحسن. وهناك قضاء شرعي ، ودائرة الإفتاء وتهتم بالشؤون الدينية وبعثات حج وعمرة وغيره وهناك أريحية في خطبة الجمعة. لو استقرأت واقع حال شبابنا وبناتنا لوجدتهم الافضل والاروع في دعم الفقير وكفالة اليتيم.

وتنتشر الكنائس في المدن لأن الأديان السماوية تدعو الى الفضيلة والمحبة والتسامح والسلام.

إن الصورة القاتمة يراد منها تدمير الأجيال الجديدة وسلخها عن انتمائها الوطني والقيمي والأخلاقي ..

اعتقد يحب أن يكون هناك ميزان ذاتي بين إماتة الخبر السيئ الذي نشره فيه مضرة في لفت انتباه الشباب إلى تجربة الاشياء كونه هذا عمر فيه يغلب حب التجربة ... وبين أن يحتاج الأمر لنشر موضوع او مشكلة عامة مثل المواصلات والصحة وغيره ..

وكل ما يراد بالأردن هدفه تغيير اتجاهات الشباب نحو قضايا الأمة العربية والإسلامية تجاه فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، بل ويتعدى ذلك التأثير على معظم الشباب العربي بنظرة سلبية لبلدنا تهدف إلى تشويه فكرة الشباب عن البلاد العربية ..

إن المجتمع القوي الذي لا ينساق وراء الأخبار السلبية يبقى متماسك .. فالعمل عبادة والأولى بنا نشر الأخبار الإيجابية .. الآن يتوجه جيل جديد إلى المدارس والجامعات والمعاهد يراد له أن يتغير بعد هذه الجرعة المسمومة والتي ساهم الكثير عن غير قصد في تحقيق أهدافها..