اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الامتحانات الجامعية المحوسبة .. وجهة نظر

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/11 الساعة 11:36
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

بدأنا نلحظ في الآونة الأخيرة انتشار ما يسمى بالامتحانات المحوسبة في بعض الجامعات الاردنية ، وفي مختلف التخصصات العلمية والإنسانية ، بذريعة مواكبة التكنولوجيا وادوات العصر وتوظيفها في تطوير العملية الأكاديمية ، وتوفير الوقت والجهد وتحسين أدوات قياس مستويات الطلبة .. وربما ايضا من اجل مواجهة اكتظاظ اعداد الطلبة في الشعب الدراسية في ظل صعوبة اجراء اختبارات ورقية لهم . وقد نجد في الاختبارات المحوسبة ما يبررها في التخصصات العلمية طالما انها تخضع للغة الارقام والمختبر ، وفي امتحانات المستوى والكفاءة الجامعية .. دون ان يعني ذلك عدم وجود اخطاء في برمجة الامتحانات المحوسبة في التخصصات العلمية ، واحتمالية عدم امكانية ادراج معادلات ورموز رياضية بشكل علمي صحيح مثلا ، اضافة الى احتمالية تداخل نصوص الاسئلة بين المصطلحات العلمية العربية والاجنبية ، وذلك نتيجة عدم توفر الخبرة الكافية لدى بعض اعضاء هيئة التدريس في وضع الاسئلة المحوسبة ، مما ينعكس سلبيا على الاجابة الصحيحة وعملية التقييم بشكل عام.

أما أن تنسحب الامتحانات المحوسبة على التخصصات الإنسانية مثل الآداب والحقوق والتربية والاعمال وغيرها ، والتي يفترض ان تعتمد على الحوار والتفاعل والنقاش في المحاضرة ، فهنا تكمن المشكلة ويبرز التناقض مع اساليب التدريس العصرية والتوجهات التعليمية الحديثة وطبيعة التعليم الجامعي في هذه التخصصات الانسانية تحديدا ، ودوره في صقل شخصية الطالب وتنمية مهاراته وطاقاته وقدراته العلمية والمعرفية ، وتعزيز ملكة الابداع والتفكير والتحليل والحوار والنقاش لديه ، وتحفيزها عبر أساليب تعليمية متطورة ومتقدمة تشجع على البحث والفهم والتفكير ، بما يسهم بتعزيز ثقافة الإبداع والتميز عند الطلبة واكتشاف طاقاتهم ومواهبهم وتوسيع مداركهم العقلية واكسابهم المهارات والخبرات المعرفية والثقافية والعلمية والعملية. ان الاختبارات المحوسبة التي تعتمد نتائجها والاجابة عليها على مادة صماء موجودة في الكتب والدوسيات المتوفرة لدى الطلبة ، تجعلهم لا يتفاعلون مع المادة ومدرسها ، ولا يفكرون بالمجيء الى المحاضرة ربما الا من اجل الحضور والغياب ، حتى لا يسجلون غيابا ويحرمون من المادة.

وقد يتساءل البعض منهم عن مغزى الذهاب الى المحاضرة مثلا ، وتضييع وقته في حضورها ، طالما ان المادة الدراسية بين يديه وبحوزته ويستطيع دراستها لوحده .. وقد يذهب الى ابعد من ذلك، وهو يتساءل عن مبررات عدم اعتماد الدراسة بالانتساب او الدراسة عن بعد ، طالما ان فكرة الامتحانات المحوسبة قريبة من هذا الاسلوب الدراسي وربما تتماهى معه ، إذ تعتمد على دراسة الطالب للكتب والدوسيات الموجودة لديه، والتي تجعله يستغني عن حضور المحاضرات الجامعية . عزز من هذه الصورة السلبية تجريد مدرس المادة حتى من العلامة واقتصارها على المشاركة بنسبة لا تتجاوز عشر علامات . وذلك رغم اهميتها كاداة تعليمية، يمكن لمدرس المادة توظيفها في خلق بيئة تعليمية تفاعلية ، تساعده في تقييم مستوى الطالب وجذب انتباهه وزيادة اهتمامه بالمحاضرة، وبما ينعكس ايجابيا على تحصيله الدراسي. فاذا بنا نجرد التعليم الجامعي من احد اهم عناصره من خلال تهميش دور عضو هيئة التدريس في العملية التعليمية وفي توجيه الطالب وتعليمه وانخراطه في بيئة تدريسية تفاعلية حوارية للنهوض بمستواه التعليمي والثقافي، تماهيا مع رسالة التعليم الجامعي التي تهدف الى تنمية مهارات الطالب وطاقاته الفكرية والمعرفية، وبناء شخصيته وتعزيز ثقته بنفسه ، طالما ان الخطوة القادمة ستقوده الى الانخراط في منظومة الحياة العملية ، لممارسة كل ما تعلمه واكتسبه من مهارات ومعارف وافكار على ارض الواقع ، وذلك بحسب موقعه او دوره في المجتمع.

ومن السلبيات الاخرى المترتبة على هذا النوع من الاختبارات، ان الطالب في الامتحان المحوسب يعرف نتيجتة فقط ، دون معرفة الاخطاء التي ارتكبها ، ولا حتى ما هي اجاباتها الصحيحة حتى يتعلم من خطأه ، ولا يعاود تكراره . وقد تراوده الشكوك حول جميع الاجابات وتتداخل عليه الامور بحيث لا يعرف الاجابة الصحيحة من الخاطئة. واحيانا يدفع الطالب رسوما عادية لتسجيل بعض المواد ، ولكنه يدرسها ويمتحن بها اون لاين ، دون محاضرات بحيث يستفيد ويتفاعل مع المادة بشكل افضل.

وحتى عندما يعترض الطالب على علامته في مثل هذا النوع من الامتحانات ، يكون الرد بان الامتحان محوسب ، كناية عن انه لا يحتمل الخطأ . مع ان الاخطاء واردة في هذا الامتحان ، كما اثبتت ذلك التغذية الراجعة والملاحظات الواردة من قبل بعض الطلبة المتميزين ، وكذلك المراجعات التي اجراها بعض اعضاء هيئة التدريس من اصحاب الخبرة والتجربة والمعرفة الكبيرة في مجال تخصصهم ، والتي قادتهم الى اعادة النظر في نماذج الاسئلة المحوسبة من حيث التحديث والاختصار واعادة صياغة وتصويب بعضها.

مما يجعلنا نطالب بضرورة اعادة النظر بهذه النوعية من الاختبارات التي تؤثر سلبيا في بيئة التعليم ونوعيته وجودته ، وبصورة تتنافى مع اساليب التدريس الجامعي التفاعلي والتشاركي والحواري. الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/11 الساعة 11:36