اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

دبلوماسیة الكیّس الفَطِن

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/04 الساعة 02:07
مدار الساعة,الملك عبدالله,العرب,إسلامي,الأردن,قانون,اقتصاد,البرلمان,نتائج,الأمن,عمان,الملك,شباب,معلومات,

قبل نحو اثني عشر عاماً، كنت شاهداً یوم الأربعاء السابع من آذار 2007 على الخطاب الجريء وغیر المسبوق الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني أمام الكونغرس بشقیه والذي كرسه للقضیة الفلسطینیة، برغم إدراكه أن الأجواء آنذاك كانت ملبّدة بهموم حرب العراق وأن الأغلبیة الكبرى من أعضاء الكونغرس یناصرون إسرائیل ولدیهم حساباتهم الانتخابیة. وبعد انتهاء الخطاب، خرجت من القاعة مع زملائي في لجنة الشؤون الخارجیة – التي كان یرأسها آنذاك توم لانتوس من كالیفورنیا المعروف بلهجته الهنغاریة وتأثیره القوي لصالح إسرائیل – وسمعت في الردهات النقاشات التي دارت بعد الخطاب أوصافا عدیدة للملك منها أنه شجاع یتحدث عن القضیة الفلسطینیة في الوقت الذي تنزف الولایات المتحدة في العراق وأفغانستان وتخوض حرباً دولیة على الإرهاب.

ومنذ ذلك الوقت وأنا أتابع خطابات ولقاءات القادة العرب لغایات المقارنة بالمضمون والكم، والنتیجة هي انه لم یقم أي قائد أو زعیم عربي أو إسلامي بجهد مواز ولا مضاه لما قام به جلالة الملك عبدالله الثاني بحصافة، والدبلوماسیة الأردنیة بمهنیة واحتراف في إبقاء القضیة الفلسطینیة حیة على أجندات السیاسة الدولیة بأبعادها القانونیة والسیاسیة والاخلاقیة على الرغم من تبدل الأولویات الدولیة والاقلیمیة في كل حقبة ووجود قضایا أردنیة ضاغطة.

فیما یقارب نحو 242 خطابا ألقاها الملك عبدالله الثاني منذ العام 1999 كانت القضیة الفلسطینیة حاضرة إلا ما ندر. كان آخرها في قمتي مكة العربیة الطارئة والاسلامیة العادیة.

وبرغم الضائقة الاقتصادیة التي یُعاني منها الأردن، لم یمر خطاب في المحافل الدولیة دون ان تكون القضیة الفلسطینیة جزءا منه خصوصاً خطاباته امام البرلمان الاوروبي ومجلسي العموم واللوردات في بریطانیا. هذا التركیز لیس ترفاً ولا لملء ساعات البث بما تیسر.

الأردن هو الأكثر تأثراً بمجریات القضیة الفلسطینیة ولذلك یستمر بحمل لوائها في كل مكان وبشجاعة. وعلى الرغم من كثیر التقولات على المواقف العربیة، أو بعضها، بشأن القدس والقضیة الفلسطینیة جاءت نتائج القمتین العربیة والاسلامیة في مكة الأسبوع الماضي لتؤكد أن مواقف الدول العربیة الجماعیة لم تتغیر قید أنملة حسب البیانین الصادرین عنهما. التغیر هو في الأولویات الأخرى. في القمم السابقة كانت مشاكل لبنان، والعراق، والأمن الداخلي للدول العربیة، وآثار الربیع العربي حاضرة إلى جانب القضیة الفلسطینیة.

الیوم، تحضر إیران إلى جانب هذه القضایا جمیعها ولا تستبدلها على الرغم من اهمیتها للخلیج أكثر من المغرب العربي وبدا ذلك جلیاً في بیان القمة الطارئة لمجلس التعاون الخلیجي، الذي حضرته قطر كذلك بدعوة سعودیة رسمیة، وخرجت ”جمیع“ قراراته التسعة بإدانة لإیران دون ُ أي اعتراض من قطر أو عمان في البدایة، وتحفظ قطر اللاحق على بیاني مجلس التعاون والقمة العربیة.

أما بیان القمة العربیة الطارئة فقد أفرد 20 %من مضمونه للقضیة الفلسطینیة مؤكداً على المواقف الثابتة التي تبنتها قمم سابقة وآخرها قمة الظهران في نیسان 2018 وتونس في آذار 2019 . َ أما البیان الختامي للقمة الاسلامیة فقد خصص احدى عشرة فقرة لفلسطین والقدس بنسبة 15 %من مجمل نص البیان الختامي البالغ 7497 كلمة.

بالمقارنة مع البیانات السابقة لقمم مماثلة بقیت نسب المضمون المخصص للقضیة الفلسطینیة متقاربة. وفي كلا البیانین جاءت القرارات المتعلقة بفلسطین والقدس لتؤكد المواقف الأردنیة التي عبر عنها جلالة الملك غیر مرة منسجماً مع الأغلبیة من الرأي العام الأردني والعربي والاسلامي في القضایا المفصلیة المتعلقة بالصراع مع إسرائیل.

ولضمان استمراریة هذاالزخم ینبغي أن یُنظم جهد الشباب الأردني والفلسطیني الیوم في العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كجزء من حملة عالمیة لإحقاق الحق الفلسطیني والحفاظ على الهویة الفلسطینیة في وجه التهدید والتهوید والتذویب مستفیداً من الارتباط المتزاید للشباب بفكرة عدالة القضیة الفلسطینیة. ویتعزز هذا بموقف الملك ویُ ّعززه، وینبغي أن تستثمر منظمة التحریر، والدول العربیة أكثر في مجال تكنولوجیا المعلومات والتواصل الاجتماعي لخلق رأي عام عالمي مناصر للحق الفلسطیني بشكل أكبر ویسعى للاعتراف بجواز السفر الفلسطیني عالمیاً، كرمز للهویة الوطنیة الفلسطینیة.

الغد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/04 الساعة 02:07