اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

العقل المستقيل!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/23 الساعة 12:46
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

هذا العنوان مصطلح استخدمه المرحوم الدكتور محمد عابد الجابري في أطروحاته حول تكوين ونقد العقل العربي، ويقصد به العقل الفلسفي العربي الذي تأثر بالفلسفات الهرمسية والمانوية التي كانت سائدة لدى الشعوب غير العربية قبيل ظهورالإسلام وهي فلسفات لاعقلانية تقول بعجز العقل البشري عن تحصيل المعرفة من خلال التفكر والتدبر في الكون.

أما مصدر المعرفة الحقة عندها فهو عن طريق الأتصال المباشر مع الله تعالى وهو مايسمى بالمعرفة اللدنية أي المعرفة عن طريق الوحي والألهام من لدن الله . وهذا التيار كان معروفا في الفلسفة اليونانية ويسمونه التيار الغنوصي او العرفاني والذي يتمثل اسلاميا في الفرق الصوفية والشيعية وبخاصة الاتجاهات الحلولية كما هو عند الحلاج ومذهب وحدة الوجود عند محي الدين بن عربي.

لقد استعرت هذا المصطلح لاشير به الى ظاهرة تسم تفكير كثير من المواطنين العرب والمسلمين ومنهم للاسف من يحملون درجات علمية عالية ناهيك عن المتعلمين او بسطاء الناس، انها ظاهرة غياب التفكيرالمنطقي والعقلاني في تحليل وتفسير بل وتبرير ما يجري من أحداث دامية منذ أكثر من عقد من الزمان على امتداد ساحات الوطن العربي والأسلامي، ومانجم وينجم عنها من مآس وويلات ودمار لم يبق ولم يذر، فأهلك الحرث والنسل والشجر والحجر.

لقد شهدنا ولا نزال نشهد استمرارا لمثل هذه التحليلات اللامنطقية منذ ظهور مايسمى بالحركات الجهادية كالقاعدة وداعش وأخواتها، تحليلات يقوم بها محللون سياسيون او فقهاء دينيون سواء عبر وسائط التفاعل الاجتماعي أو على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة تبرر دينيا أسباب ودوافع وممارسات الحركات الارهابية والاجرامية المدانة بكل المقاييس الشرعية والوضعية، والتي أودت وتودي بحياة مئات الآلاف من عباد الله المؤمنين الابرياء ،اذ تلجأ هذه الأطراف الى تاويل النصوص الدينية بما يلائم اغراض تلك الحركات وتبرير ممارساتها الشاذة موحية للمتلقي بأنها هي الفرقة الناجية التي تسيرعلى الصراط المستقيم والتي انتدبها الله تعالى ـــ وحاشى لذاته تعالى ــ لتقيم شرعه على هذه الأرض بمثل هذه الممارسات الأجرامية ، وكانها لم تقرأ قوله تعالى ( من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا) او قول الرسول الكريم (ص) (لأن تهدم الكعبة حجر حجرا أهون عند الله من أن يراق دم أمرء مسلم). وكذلك قوله (ص): (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق) .

صحيح أن مقاومة الظلم والطغيان والاستعمار حق مشروع لمن يعانون من ويلاتها وقد أجازته وأقرته الشرائع الدينية والوضعية، ولكن ممارسة المقاومة او الجهاد لها شروط وضوابط محددة ولم تترك لاجتهاد كل "من هب ودب " فيتصرف كلّ على هواه ووفق فهمه واجتهاداته. ان الذين يبررون سلوك هذه الحركات والمجموعات المسماة زورا بالجهادية لا يمكن أن تكون عقولها سوية وانما تم اغتيالها كما يقول المفكر السوري برهان غليون (له كتاب بعنوان اغتيال العقل) أو كما يقول المرحوم محمدعابد الجابري بتعبير آخر بأن عقلها قد قدّم استقالته ولم تعد قادرة على المحاكمات العقلية السوية لما يدور وما يجري من احداث ، لأن لديها قناعات فكرية دوجماتية وأحكاما فقهية تعتقد بقطعية دلالتها وبثباتها وديمومتها بغض النظر عن تغير الازمان والوقائع،فمثل هذه الجماعات وفقهاؤها يعيشون بيولوجيا في العصر الراهن أما عقليا ان كان لها عقل تفكر فيه فهوعقل من زمن هرمس وماني!

ان الجهاد الذي تدعيه تلك الحركات ومنظروها لاعلاقة له بالجهاد الذي جاء به الاسلام لامن حيث المفهوم ولامن حيث المبررات ولامن حيث آليات تطبيقه . والملفت للنظر للأسف، أن كثيرا من هذه الحركات التي تقوم بهذه الأعمال الشاذة ان لم يكن جلّها وكذلك المبررين لاعمالها هي / وهم من اتباع المذهب السني دون الشيعي ، ويبدو أن السبب في ذلك راجع الى أن مفهوم الجهاد عند فقهاء المذهبين مختلف . فالمسلم الشيعي ليس من حقه الجهاد الا بإذن من المرجع الشيعي الذي يقلّده كما رأينا في الحشد الشعبي العراقي الذي شكل بفتوى من المرجعية الدينية العليا الممثلة بعلي السيستاني لمحاربة داعش ، لان المسلم الشيعي لايعتبر شهيدا وفق المذهب الشيعي اذا ما حارب وقتل دون اذن وفتوى من المرجعية الشيعية. أما في المذهب السني ـــ وفي غياب مرجعية سياسية حاكمة للمسلمين السنة أناط المشرّع بها الدعوة للجهاد ضمن ضوابط معينة ـــ فيبدو أن لا ضابط لهذه الامور فكل فئة تفتي فتحلل وتحرم على هواها، ومن هنا نجد مع الاسف فقهاء يباركون هذه العمليات الأجرامية ويحتسبون القائمين بها شهداء عند الله تعالى رغم أن ما يقومون به هو عمليات انتحار وقتل للنفس التي حرم الله الا بالحق.

ان ظاهرة الحركات الإرهابية التي يعاني من جرائمها المسلمون اليوم ليست جديدة وانما جذورها ممتدة وراسخة في تراثنا الذي شهد مثل هذه الحركات التكفيرية والأرهابية كالخوارج والقرامطة والحشاشين وغيرهم من الذين عاثوا في الأرض فسادا وقتلوا النفس التي حرّم الله الا بالحق ومنهم الخليفة الراشدي الرابع علي ابن أبي طالب( رض).

ان هذا النمط من التفكير اللاعقلاني واللامنطقي مازال للأسف مستمرا حتى هذه الساعة منذ الأجهاز على الأتجهات العقلانية في تراثنا وممثليها كالمعتزلة والتيارالرشدي في الفلسفة والذي كان من نتائجه اغتيال العقل العربي الاسلامي وتصفية ممثليه وحلول تيارات الجمود واللامعقول محلها ومن حينها قدّم العقل العربي الاسلامي استقالته ودخل في غيبوبة طويل الأجل الله وحده يعرف متى سيفيق منها.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/23 الساعة 12:46