هنيئا لمن صلى على رسول الله

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أجمل القربات والطاعات، ويكفينا قول رب البريات:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ولأن الأمر للوجوب فعند الشافعية تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير في الصلاة، وسُئِلَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
وربّ سائل يقول: ما حاجة النبي لصلاتنا عليه مع أنه صلى عليه الله وملائكته؟ والجواب: بما أن الله تعالى صلى عليه فليس بحاجة لصلاة الملائكة ولا لصلاة البشر، ولكن جاء الأمر لهما بالصلاة عليه لإظهار مزيد شرفه وعظمته وعلو منزلته عليه الصلاة والسلام.
والمصلي على النبي صلى الله عليه وسلم هو من يستفيد بالصلاة عليه؛ ويُفهم هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم:( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا) ولم يقل له حسنة وهي بعشر أمثالها، بل بيّن أن الله يصلي عليه، وصلاة الله على العبد وذكره له أعظم من الحسنات وأنفع للعبد.
ومعلوم أن من ذكر الله تعالى ذكره الله، وقد أضاف ربنا مثل هذا الشرف لنبيه صلى الله عليه وسلم، فمن صلى على النبي الأعظم، صلى عليه الله تعالى، وزاده عشر حسنات، وحطّ عنه عشر سيئات، ورفعه عشر درجات، كما جاء في الأحاديث الشريفة، فهنيئا لنا بالصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الدستور