اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

رذاذ سيجارة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/29 الساعة 00:39
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

كان لدى والدي ميزة, لم يؤمن (بالمكتات).. كان يشعل سيجارته, ويبدأ بمتابعة التلفاز, وحين تحرق جمرة السيجارة.. التبغ والورق, يسقط الرذاذ من تلقاء نفسه.. إما على دشداشته, وإما على (الكنب).. وإما على الطاولة.. المكان الذي ينتشر فيها رذاذ السجائر, أعرف أن والدي جلس فيه..

والدي لم يؤمن يوماً, (بكت) السيجارة... في العامية نقول (كت سيجارتك)... كان يتركها من تلقاء نفسها تسقط, ولتسقط اينما تحب..
في أيامه الأخيرة, ياما طاردت رذاذ سيجارته, ياما قمت بتنظيف (الكنب).. وياما تفقدت (تابلوه) السيارة... وحتى بالقرب من سريره... وتنظيف الرذاذ صعب فهو يعلق في الملابس في السجاد, يعلق في كل شيء...
كنت اسمع صرخات أمي, وهي تضع (المنفظة) أمامه, وتلح عليه بأن يقوم برمي الرذاذ فيها, كان يعدها.. ولكن بعد الشفطة الأولى ينسى كل شيء... وتطوف بقايا السيجارة في المكان, وهي عليها أن تنظف بقايا الدخان.. بعد أن يتركه.
أبي كانت فلسفته في التدخين غريبة, يشفط من السيجارة نفخة واحدة أو أكثر من نفختين بقليل.. ثم يتركها للوقت, يتركها كي تحرق نفسها بنفسها, وكان يحترم السجائر جداً.. ولا يقوم بثنيها أو لوي الفلتر داخل (المكتة) بل يرميها... وهي ستنطفئ من تلقاء نفسها...
قال لي الطبيب حين مرض والدي, إنه كان مدخنا شرها.. وهذا من أسباب المرض... بالعكس والدي لم يكن شرها, والدي هو الرجل الوحيد الذي عرفته في هذه الدنيا.. لم يحتقر سيجارة, وهو الوحيد الذي لم يضرب جسد السيجارة بـ (المكتة) كي يفصل عنها الرذاذ.. وهو الوحيد الذي كان يتركها تنتحر وتنتهي من تلقاء نفسها.. وهو الوحيد الذي كان يحتضنها بين إصبعين.. من حب وحياة... وربما فلسفته في التدخين كانت هي ذات الفلسفة في الحياة, فقد كان يترك الناس في شأنهم.. ويقول لي دائما حين أنقل له حديث البعض: (ترى يا بوي كلامهم مثل رذاذ السيجارة)..
عشت معه وأنا ألملم بقايا الرذاذ.. رذاذ السجائر, وأجمل شيء بالعمر.. هو أن تفعل ذلك, ولا تدري هل تخدم والدك أم تخدم السيجارة, أم توفر من صراخ الوالدة عليه.. أم تحافظ على المكان نظيفاً.
لقد تطورت وكبرت.. صارت لي وظيفة, وصار عندي أسرة.. واشتريت منزلاً وصار عندي سيارة.. وقد مات والدي غير أن الذي تغير في البلد هو: أني لم أعد ألملم رذاذ سيجارة والدي.. وإنما صرت ألملم رذاذ العمر الذي مضى, يشعلوننا مثل السيجارة.. ويطلبون منا أن نلملم رذاذ عمرنا الذي راح...!
وياليتهم مثل أبي, أبي كان يحترم السيجارة.. لم يقم بثنيها أو طويها.. بالمقابل نحن نطوى في اليوم ألف مرة...
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/29 الساعة 00:39