اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

خويثه

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/26 الساعة 01:41
مدار الساعة,الأردن,الكرك,

.. أشعر أحياناً أني (خويثه)، مع أنني كنت أستاء كثيراً من أستاذ التربية الرياضية.. حين كان يناديني في الطفولة (يا خويثة)، كان موقعي في فريق كرة القدم (حارس مرمى)... وكان كثيراً ما يطير الحذاء مع الكرة لحظة قذفها.. وما ذنبي إن كانت الأحذية متسعة في ذلك الوقت..؟ وذات يوم رميت أحدهم بحجر حين سجل هدفاً في مرماي.. ربما أيضاً لهذا السبب كان يناديني (خويثه)..

أحياناً أفهم بعض الأشياء, وأحياناً المشهد بمجمله يجعلك (خويثة) لأنك تشعر بأنك خارج سياق الاستيعاب تماماً.. مثلاً حين يقوم صديقي بدعوتي للعشاء على (سوشي).. أنا لا أعرف كيف أتعامل مع هذا الطعام, لايوجد فيه (غماس) وعليك أن تمسكه بملاقط من الخشب،, وطعمه غريب... وتحاول أن توغل في الكلام.. حتى لا يلاحظ المعزب الطريقة التي تتناوله فيها.. وفي النهاية تحس أنك (خويثة) بالمعنى الحقيقي للكلمة.. أنا أصلاً ما هي علاقتي (بالسوشي)؟

حتى نشرة أخبار التلفزيون الأردني، حين ينهيها المذيع يقول جملة: طابت أوقاتكم وشكراً لحسن استماعكم.. أي استماع يقصد؟ أنا أصلاً كنت أمارس لعبة (الببجي) ولم أستمع لحرف من النشرة، كان التلفاز بالصدفة على نشرة الأخبار...في هذه اللحظة لا تعرف هل المذيع (بتخوث)؟ أم يعتبرني (خويثة).. لا أعرف! لكن جملته جعلتني أخسر اللعبة.. لأنه استفزني بصراحة.

هناك قصيدة أيضاً لصديقنا الفنان ماجد زريقات، كنت أسمعها أمس لفتت انتباهي كلماتها.. فهو يقول في مقطع من مقاطعها: (ما يحسب حساب الموت أو نزف الجراح.. قال المهم يا بوي العلم ما ايطيح أبد حتى ولو راسك عن الكتفين طاح).. تمعنت قليلاً بهذه الكلمات، أبي لم يقل لي يوماً: العلم ما ايطيح حتى لو راسك عن الكتفين طاح.. لم يقلها لي أبداً، كنت حين أعود للمنزل يقول لي: (وين كاين يا هامل؟).. لم يذكر يوماً قصة العلم، أو قصة الشهادة.. أو نزف الدماء, كان يحب سندويشات الشاورما ويوصيني حين أعود بإحضار الشاورما.. مع كميات كبيرة من البصل.

صدقوني أني مؤخراً صرت أشعر بأنني فعلاً (خويثة)، لم أعد أفهم شيئاً.. لم أعد أستوعب شيئاً، حتى الجريدة أقرأها ولا أفهم منها شيئاً.. والمذياع أسمعه ولا أفهم منه شيئاً.. لدرجة أني أحس أحياناً بأحدهم يصرخ بوجهي أمام حشد هائل من الجماهير ويقول: (هذا هو عبدالهادي راجي الصحفي الأردني الكركي الخويثه.. فسلام على عبدالهادي راجي الخويثه).. ويصفق الجمهور، ويصرخ أحدهم بأعلى صوته: (يا هلا بالخويثة).

Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/26 الساعة 01:41