اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

البطوش يكتب: مش عاجبهم العجب ولا الصيام في رجب

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/04 الساعة 22:33
مدار الساعة,

بقلم محمد البطوش

كثيرًا ما تجد نفسك بإنك تعيش حالة من الحيره في التعامل مع الاخرين وتبذل جهدًا إضافيا لتحصل على رضاهم وإرضاءهم ، ولكنك لن تتمكن ابدًا من إرضاء احد فهناك علم اطلق عليه فن التعامل مع الأخرين .
ولكن مع وجود الفكر التقليدي والنمطيه المسيطره علي حياة الناس ، فإنك لن تنجح باستخدام فنون هذا العلم لأن بعض الناس سيفهمون تعاملك بصوره خاطئه ولن تنجو من سيل الانتقادات الغريبه والعجيبه التي ستنهال عليك من جميع المحيطين بك.
فإن عاملت الناس بتواضع من منطلق ان من تواضع لله رفعه قالوا عنك مسكين غلبان.
وإن حاولت ان تنأى بنفسك عنهم اتقاء لما قد يأتي منهم من غلبه وهم ونكد ، قالوا عنك أنك متكبر وشايف حالك.
وإن عاملتهم ببساطه قالوا عنك اهبل وعلى نياتك وإن ضحكت في وجوههم قالوا عنك أنكد تافه
، وأن كنت جادا معهم نعتوك بان وجهك يقطع البركه والرزق من البيت ، وان جاملتهم بكلمه حلوه قالوا انه يتملق وبالتأكيد انه يهدف للحصول علي شئ من وراء مجاملته .
وان استشرتهم لترفع من شأنهم وتشاركهم الرأي قالوا ماعنده رأي وربما اعتبروك شخصا جاهلًا لاتفهم وجاءوك بارائهم العبقرية وخبراتهم الفذه.. وان تمسكت برأيك ليس من باب العناد وانما لانه الأقرب الى الصواب قالوا انك ديكتاتوري ورأسك يابس .. وان نصحتهم بما قد تراه في مصلحتهم يعتبرونك مغرورًا نرجسيا وتمثل دور الوصي عليهم .. وان انتقدت فيهم فعلا لا يرضيك قالوا انك رجل دائم الانتقاد علي الفاضي والمليان .. وان اهديتهم هديه في مناسبه طيبه سفهوا لك هديتك وقالوا انك رجل بخيل وهديتك من النوع الرخيص .. وان قدمت لهم خدمة من منطلق طوبى لرجل جعله الله مفتاحا للخير مغلاقًا للشر اعتبروا ذلك امرًا طبيعيًا وإن واجباتك التي يجب ان تؤديها لهم بل انهم يطلبون منك الخدمة وكأن كل وظيفتك في الحياة انك تعمل لهم سكرتيرًا شخصيًا .. وان واجبك ان تجعل حياتهم اسهل وان تقدم لهم كل ما يسعدهم على طبق من ذهب .. وان اغرضتهم مالًا من منطلق ان الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه فانهم لايعيدوا ما اقترضوه لانهم يعتبرونه هبه او حقًا مكتسبًا ، فطالما انت رجل مبسوط وشهم فلماذا تطالب بحقك فان تنازلت عن الشهامه واصررت علي استيفاء الدين صرت جلفا فظا غليظ القلب لا تراعي ظروف الصداقة والزمالة والشهامة .
فارضاء الناس إذن غايه لاتدرك .
مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/04 الساعة 22:33