اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

ابن القطعة والنساء الأشرار

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/07 الساعة 15:24
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

مدار الساعة - ابن القطعة هو إسماعيل بن نصر بن عبد المحسن السلاحي. ولا يُعرف عنه شيء سوى أنه مؤلف مخطوط عثر عليه رياض مصطفى العبدالله بدار الكتب الظاهرية الأهلية بدمشق، فضبطه وحققه، ثم أصدرته دار الجيل ببيروت في طبعة أولى سنة 1413هـ-1992 م.

الكتاب يحمل عنوان ( ابتلاء الأخيار بالنساء الأشرار)، واعتبر المحقق أن إصداره يندرج ضمن جهد المؤرخين لتوفير محطات ارتياح نفسية وفكرية، عن طريق ذكر النساء وأخبارهن و طرائفهن ، متوسلا بذلك إلى انتزاع بسمة من ثغر القارئ وهو يطالع قصص الكيد والدهاء، والمواعظ التي ترى في النساء بلاء وشرا مستطيرا. وتزعم أن الزهد فيهن هو عين الصواب، وأن راحة المرء في اعتزالهن والفرار منهن إلى رؤوس الجبال !

يتوجه المؤلف في مقدمة الكتاب إلى شخص لا ندري من هو، سأله أن ينظم له أبياتا في وصف عيوب النساء “الغالبات لكل غالب”. فبادر المؤلف إلى نظم قصيدة من أربعة وثمانين بيتا، يعرض فيها لقصص الأنبياء والصالحين، ومرويات من التاريخ تتفق كلها على إلباس المرأة لباس الشر والنقمة، وتحميلها وزر كل بلاء أو فتنة. واتبع في ذلك مزجا غريبا بين الأحاديث النبوية وأقوال جالينوس وحكماء الهند، بل حتى الأقوال السائرة التي لا يُعرف قائلها.

يشعر متصفح الكتاب أن النزعة الذكورية مهيمنة على الكتاب بشكل قاس، كأن الغرض من تأليفه هو شن حملة للقضاء على جنس حواء، وتخليص الرجال “الأخيار” من شرورهن ومكائدهن. فلم يبق صحابي أو حكيم أو رجل صالح إلا وألقى المؤلف على لسانه موعظة أو وصية أو حكمة تبطل مفعول الأنثى في حياته، وتجعل السلامة في الابتعاد عنهن، والتماس الموت أو الطلاق حبالا للنجاة من كيدهن !

أشار المحقق في تقديمه للكتاب إلى أن النقول والروايات التي جمعها ابن القطعة قد عرضها ” بذكاء رائع وعرض بارع”، غير أن متابعة القراءة تكشف تخبطا وانزياحا عن الهدف الذي قرره المؤلف، حيث يعرض لأخبار وأقوال منافية للسياق الذي ارتضاه لمصنفه. بل إن بعضها لا يؤكد شر المرأة بقدر ما يفضح حمق الرجل وخفة عقله.

ومن الأمثلة التي أوردها في هذا الشأن، خبر زرقاء اليمامة التي اشتهرت بحدة بصرها، وسارت مضرب المثل في قولهم : أبصرُ مِن زرقاء اليمامة، وأحكمُ مِن زرقاء اليمامة. إن هذه المرأة، كما ورد في مجمع الأمثال للميداني، كانت تبصر الشعرة البيضاء في اللبن، وتنظر الراكب على مسافة ثلاثة أيام، وتنظر قومها إذا أوشك جيش أن يغزوهم فيستعدوا لملاقاته.

وحدث مرة أن احتال بعض الغزاة عليها، فقطعوا الأشجار وأمسكوها بأيديهم أمامهم. ونظرت الزرقاء فقالت: إني أرى شجرا يقبل عليكم، فكذبوها وقالوا: خرفت وذهب عقلك ! وعند الصبح داهمهم الغزاة وقتلوا زرقاء اليمامة وشقوا عينيها.

فهل يكون مصير زرقاء اليمامة أن يُدرجها ابن القطعة ضمن قائمة النساء الأشرار؟

وهل من الإنصاف أن نلوي أعناق النصوص و الأحداث لتصبح الضحية مسؤولة عما اقترفه جلادها ؟

لقد جاء وصف الكيد في سورة يوسف منسوبا للنساء، كما جاء أيضا على لسان يعقوب عليه السلام منسوبا لإخوة يوسف ( الذكور): ” {قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا، إن الشيطان للإنسان عدو مبين} ” [يوسف-الآية5] -.

أما الابتلاء و العنت الذي لقيه الأنبياء عليهم السلام من بعض النساء، فقد لقوا أشد منه من الرجال، سواء كانوا آباء ،أو إخوانا ، أو أبناء،أو عشيرة. وأما توظيف الأحاديث الشريفة لتعزيز طرح المؤلف، وإضفاء شرعية على موقفه السلبي إزاء المرأة، فيعكس استمرار النظرة الجاهلية للمرأة تحت غطاء ديني، يعزز كفة الرجل، ويجعله حملا وديعا أوقعه سوء الحظ بين براثن ذئبة خبيثة !

إن العدل الإنساني رهين برجحان كفتيه على مستوى الحقوق والواجبات، وإرساء العلاقات الإنسانية على أسس التعاون والبر والرحمة. وبغض النظر عن الأسانيد الواهية التي اعتمدها المؤلف في جل مروياته، فقد تمنيت لو كانت غايته هي تصحيح المسار، و التنبيه لهذا الجور الذي يخالف التشريع القرآني والمنهج النبوي، بدل أن تكون تسلية لمُترف جفاه النوم !

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/07 الساعة 15:24