زعاترة تكتب: عودة التعليم عن بعد بلا رحمة

كتبت: هدى زعاترة

هاقد استمر التعليم عن بعد ، وياله من الشيء المحزن ان تمسك جهازك ليلقنك المعلومات ، نعم هناك ايجابيات وسلبيات للتعليم عن بعد مثله مثل كل ما يحيط بنا من ايجابيات وسلبيات ، ولكن لماذا لا يستخدم بالشكل الصحيح ؟

طلاب واساتذة نواجه نفس المصيبة ، كارثة فايروسية متخفية ولكن اذاها واضح ، شلت حركة كل شيء حولنا ، اما عن التعليم فهناك اجهزة وانترنت ساعد على ان لا يعيق عملية التعليم وان لا يعد عداد اعمار الطلاب سدى وان تستمر المسيرة ، ولكن هناك اساتذة وطلاب يستخدمون هذه الطريقة في التعلم بطريقة خاطئة تجعل عملية التعليم صعبة ، تجعل الطرفين يشعران انه بالنقمة لا بالنعمة .

انا هنا اتحدث عن طلاب الجامعات وعن العوائق التي تواجه وتعيق عملية تعلمهم عن بعد لا عن طلاب المدارس ، في مقال سابق لي تحدثت بشكل عام عن التعليم الالكتروني وجمعت كل ايجابيات وسلبيات هذا التعليم وكان عنوان المقال بالسؤال الاستنكاري ( أهذا تعليم ام تجهيل ) اما في مقالي هذا لن اتحدث سوا عن المشاكل التي يتعرض لها اطراف التعليم .

فالجامعات منذ سنوات تدرس عن بعد في دول العالم الغربي ، يجب علينا كعرب ان نستخدمها بالشكل الصحيح الذي يجعل عملية التعلم ممتعة وليست مشكلة يصعب حلها وهي ليست بالاختراع الحديث ، ولكن هناك الكثير من الظروف التي يجب على الجميع تفاديها ومراعاة كل منا الاخر .

اما بالنسبة للعليم الوجاهي فهناك غرف صفية يجتمع فيها الطلبة والمدرسين ، الهواتف مغلقة يتم استخدام لوح ثابت للكتابة لا يمكن ان يفصل او يعطل اثناء المحاضرة ، اكبر المشاكل التي يمكن مواجهتها في التعلم الوجاهي هي فتح واغلاق الباب او طالب مستهتر لم يغلق هاتفه واخر يدخل المحاضرة متأخر وحل مثل هذه العوائق بالامر البسيط حين يقوم المدرس بطرد الطالب حتى لا يشتت افكار زملاءه الطلبة ، غير ذلك يكون الجميع هدفه التركيز مع الاستاذ ، ويقوم الاستاذ بصب معارفه ليزود الطلاب فيها يتعلم منهم ويتعلمون منه .

اما بالتعلم الالكتروني ظروف الطلاب مختلفة ، فهناك الكثير الكثير يعمل على تشتيت تركيز الطالب والمدرس ، يجعل من عملية الاتصال مشكلة تواجه الطرفين ، ممكن دخول احد افراد الاسرة لغرفة الطالب يشتت كل افكاره ، يستطيع الطالب ان يسيطر على نفسه ويصمت اثناء الدرس ولكن من الصعب عليه ان يسكت كل افراد اسرته او ان يمنعهم من دخول الغرفة .

هناك صراخ ضوضاء باعة متجولون ، فليس من المنطقي ان يعامل الطالب معاملة الالة ليبقى دون تناول الوجبات او الشرب او دخول الخلاء اثناء الدوام وخصوصا اذا كان عدد ساعاته الحد الاعلى من الساعات ثماني عشرة ساعة أي بموجب ست محاضرات باليوم ، فهناك داخل الحرم الجامعي وقت المحاضرة خمسة واربعون دقيقة أي هناك استراحة خمسة عشر دقيقة بين المحاضرة والمحاضرة ، بالتعليم عن بعد يأخذ المحاضر ساعة كاملة ليقوم الطالب بالخروج

من اجتماع والدخول الى المحاضرة التالية دون اخذ أي استراحة تجعله مستعد ليركز في محاضراته .

ممكن للبعض ان يعتبر كلامي هذا مبالغ فيه ، ولكن فتح المايكروفون واغلاقه ودخول طلاب مستهترون يفتحون الاغاني للتشويش على زملائهم الطلبة ، ممكن ان يرد مكالمة هاتفية للاستاذ او ان يدخل احد مكتبه اثناه الدرس للحديث معه .

اعزائي المدرسين من أي جامعة كنتم نحن جميعا تحت ضغط هذه الجائحة ، والطلاب هنا في المنزل حتى لا يصاب بالفايروس لا يعني هذا ان يعامل كأنه هو المذنب في هذا الفايروس ، فهناك اختلاف كبير بين القاعات الصفية واخذ المحاضرة من المنزل .

نحن هنا نتعامل مع اجهزة الكترونية ممكن تعطلها في أي لحظة وممكن انقطاع التيار الكهربائي او انقطاع الانترنت ، وهناك من الطلاب من ليس لديه القدرة لشراء احدث الاجهزة الالكترونية ، وهناك من الطلبة من يعمل ولا يستطيع ان يجلس بالمنزل اثناء دوامه عن بعد لانه بحاجة ماسة الى راتبه .

فلا داعي ان نحمل الطلاب اكبر من طاقتهم وان نضع على عاتقهم الواجبات والتقارير بشكل هائل ، ولا داعي لمعاملة الحضور والغياب على انه بالشيء المقدس ، نحن هنا لنتعلم وهناك من الاساتذة من يقوم بمناداة الطالب واذا ما استطاع الرد عليه يسجله غائب دون الاستماع الى ظرفه ، يجب على الاستاذ ان يتعاون واذا رأى ان الطالب في كل محاضرة يناديه دون جدوى يحق له ان يتخذ في حق الطالب اشد العقوبات .

فلا داعي لتطبيق المثل القائل " هرب من الدلف لتحت المزراب " ، أي جلس في المنزل حتى لا يصاب بالفايروس ليوضع على عاتقه كل هذه الضغوطات والمتاعب ، نعم طلب العلم صعب ولكن يجب على الجميع اساتذة وطلاب ان نراعي بعضنا البعض ، حتى نيسر عملية التعلم وتكون سهلة ممتعة لجميع الاطراف ، الى ان يحين فرج الله علينا ونعود الى مقاعد الدراسة فكلنا متلهفون للعودة .