اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

عبيدات يكتب: الأمهات غاضبات يا معالي الوزير

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/01 الساعة 16:23
وزير,مدار الساعة,وزارة التربية والتعليم,

كتب الدكتور ذوقان عبيدات


في حديثي في رؤيا نبض البلد، قبل أسبوعين قدّم الإعلامي الخالدي أحد عشر موقفاً تعليمياً تشكو فيه الأمهات من مشكلات التعليم عن بعد، وحينها علقت لماذا اتصلت الأمهات.

وأين الرجال؟ طبعاً من السهل الاستنتاج أين الرجال؟ وفي أي مقهى يجلسون! كما يمكن فهم غضب الأمهات وأمس دخلت نقاشاً حاداً مع مجموعات نسائية مثقفة غاضبة ورافضة للتعليم عن بعد وعبرن عن أسبابهم وهي أسباب بديهية معروفة جداً:

- تحملت الأم ما لم تتحمله المدرسة من مسؤوليات التعليم وتعلم أبنائهن وبناتهن، علمًا بأنهن لسن متفرغات ولسن مؤهلات أيضاً، فالتعليم مهارة.

- إن البيئة المنزلية لكثير من الأمهات تتوافر فيها أعداد كثيرة من الأطفال تفوق أعداد الغرف والأدوات اللازمة.

- إن النساء العاملات يواجهن مشكلات عديدة ناتجة عن الغياب عن العمل وتكليفهن بما لا طاقة لهن به.

ولذلك توجه الغضب إلى وزارة التربية.

إذن الأمهات غاضبات لأسباب موضوعية. وامتد غضبهن إلى كل من جاهر بدعم التعليم عن بعد، بل وهناك تهم داعشية بوجود مؤامرة على الوطن، وأن كل من له صلة بالتعليم عن بعد هو جزء من المؤامرة.

هذا ما واجهته شخصياً أمس من جماعات حداثية مثقفة، ومن أوساط اجتماعية يمكن القول إنها على الأقل من فئات ما فوق الوسط بكثير، ومن قادة منظمات وهيئات مرموقة.

وكان دفاعي – غير المقبول - ما يأتي:

- التعليم عن بعد كان قراراً اضطراريًا، لم نكن مستعدين له ولا مؤهلين لإتقانه.

- أنا أقر وأعترف أن تجربتنا في التعليم عن بعد ليست مرضية، ولم أسمع من يبدي إعجاباً بها.

- إن علينا ان نعمل سيناريو لإنقاذ الفصل الدراسي الثاني في حالة تطور الوضع الوبائي، وهذا يتطلب الاستعداد لإنتاج مواد تعليمية و أفلام تعليمية تغطي كثيراً من عيوب الممارسات الحالية.

- إن التعليم عن بعد هو مستقبل التعليم، وهو بحكم أنواع المستقبل: مستقبل سوف يأتي حتماً!! سواء أردنا ذلك أم رفضنا!!

طبعاً لم أنجح فمستوى الغضب الشديد عالٍ وتفهمت قصيدة:

لا يعرف الشوق إلّا من يكابده ولا الصبابة إلّا من يعانها

لا يسهر الليل إلّا من به ألم لا تحرق النار إلّا رجل واطيها

كان الرفض شديداً، والصوت واحدًا: افتحوا المدارس.

طبعاً من المؤسف أن يمتد سوء الفهم وسوء التفاهم إلى هذه الدرجة: أمهات لا يفكرّن إلّا بفتح المدارس وإتهام أي حل آخر، هل من حل؟

هل يمكن لإعلام وزارة التربية الغائب أن يوضح الدوافع والمبررات؟

هل يمكن عقد اجتماع مع الأمهات لشرح الظروف؟

لست متفائلاً فحجم الغضب شديد، ووضعوني في مقدمة المؤامرة!! وطلبوا أن لا أتحدث لا عن ماضٍ ولا مستقبل إلّا إذا قلت يسقط التعليم عن بعد:

ولكن وبصراحة:

- تجربتنا في التعليم عن بعد قاصرة، وأن علينا أن نطورها للعمل بها في حالة واحدة فقط وهي وضع وبائي لا يسمح بفتح المدارس. هذا الآن، أما عن المستقبل فعلينا الاستعداد لتقديم تعليم جيد سواء عن قرب أو عن بعد.

- إذا لم نطور التعليم عن بعد، فإننا سنصطدم بالجدار، ولا بديل للتعليم عن بعد إذا أصرت الدولة على خطورة فتح المدارس.

- يجب الاستماع إلى نداء الأمهات والبحث في مطالبهنّ!

إما أن نقول: مدارس مغلقة ويسقط التعليم عن بعد فهذا خيار عبثي!!

نحن نطالب بتجويد التعليم عن بعد إذا اضطررنا له، فبماذا يطالب أنصار فتح المدارس إذا كان القرار إغلاقها!!

كان الله في عون الأمهات، وكان الله في عون وزارة التربية والتعليم.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/01 الساعة 16:23